اهداد/جمال حلمي
تستخدم إسرائيل الغاز السام في الأنفاق وتسبب بمقتل مخطوفين؟
نشرت جريدة هآرتس يوم 22/1/2024
انه في 14 ديسمبر، انتشل الجيش الإسرائيلي من نفق في جباليا جثمانَي الجنديَين رون شرمان ونيك بايزر، وجثة المواطن إيليا طولندو الذي خُطف في 7 أكتوبر.
بعد مرور شهر على ذلك، قدم الجيش تقرير التشريح لعائلات القتلى، وتقرير كيفية العثور عليهم، الأمر الذي أثار تساؤلات صعبة ومقلقة تتطلب توضيحاً وكشفاً أمام الرأي العام.
وفي سياق الأسئلة التي طرحتها معيان شرمان، والدة رون، في منشور نشرته في الفيسبوك، اتهمت الجيش الإسرائيلي بتسميم ابنها بالغاز السام الذي استُخدم في النفق الذي كان المخطوفون موجودين فيه، بعد استخدامهم كـ”دروع بشرية” لأحد كبار المسئولين في “حماس”، أحمد الغندور.
وكتبت الأم “في نتيجة التقرير، رون قُتل فعلاً، لكن ليس على يد “حماس”، وليس بإطلاق نار بالخطأ، بل قُتل عمداً، وباستخدام قنابل من الغازات السامة.. لقد تبين أن عدداً من أصابعه مكسور، على ما يبدو، نتيجة محاولات يائسة للخروج من القبر السام”.
ووفقاً لها، فإن “رون خُطف بسبب الإهمال المجرم من كبار المسئولين في الجيش، وفي الحكومة المدمرة التي أعطت الأوامر التي أدت إلى قتله من أجل تصفيه الحساب مع أحد المخربين، ومن أجل شخص آخر غبي اسمه غندور من جباليا”.
الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري ردّ بشكل موارب.
ووفقاً لكلامه، من الصعب تحديد سبب مقتل المخطوفين الثلاثة، وقال: “في هذه المرحلة، لا يمكن أن ننكر، أو نقرّ بأنهم قُتلوا اختناقاً ومسمومين، أو بسبب هجوم الجيش الإسرائيلي، أو جرّاء عملية قامت بها ‘حماس’.”
هذا الرد المتهرب هدفه إسكات النقاش والتشكيك في كلام العائلة، من دون تكذيبها مباشرةً والدخول في خلاف مع العائلات الثكلى.
يجب ألّا نقبل هذا التهرب. وما نشرته معيان شرمان، بعد الإحاطة التفصيلية التي حصلت عليها من ممثلي الجيش، يجب ألّا يبقى معلقاً في الهواء.
وحتى لو أن الجيش لم يقصد قتل رون شرمان، هناك أسئلة تتطلب جواباً: هل استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز السام من أجل قتل مَن كانوا في الأنفاق؟ وإذا ما استخدم مثل هذه الوسائل فعلاً، فهل هذا الاستخدام يسمح به قانون الحرب الذي تلتزم إسرائيل؟ وإذا استُخدمت هذه الوسائل، فمَن أعطى الموافقة على استخدامها؟
أيضاً، هل حياة المخطوفين تؤخذ في الاعتبار عندما يُتخذ القرار بشأن كيفية معالجة الأنفاق، أو أن الاعتبار الوحيد في هذا الشأن هو الحاجة العملية لضرب عناصر “حماس”؟