إسرائيل تفجر مفاجأة مدوية عن “حماة النيل” قبل “حرب سد النهضة”
إسرائيل تفجر مفاجأة مدوية عن "حماة النيل" قبل "حرب سد النهضة"
تتزايد المؤشرات مؤخرا حول تفاقم أزمة سد النهضة بعد تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد حول اعتزام بلاده تشييد أكثر من 100 على نهر النيل الأزرق وراوفده، ليثبت بما لايدع مجالا للشك بأن سد النهضة حلقة في مسلسل كبير تنوي تجفيف منابع نهر النيل لتحقيق مصالحها ومصالح الدول الداعمة في تهديد الشعب المصري بقطع شريان الحياة الجاري منذ آلاف السنين دون انقطاع، حيث ساهم تدفق المياه في ازدهار الحضارة المصرية على مر العصور منذ عهد الفراعنة حتى عصر الرومان، والتي كانت مصر سلة غذاء أكبر امبراطورية في العالم قبل الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص في القرن السادس الميلادي، ومن ثم تحولت مصر عمود رئيسي في مواجهة التحديات المتتالية ضد العهود المتاعقبة للخلافات الإسلامية.
ويعتبر بعض المراقبون أن أزمة سد النهضة حاليا ترقى إلى التهديدات التي واجهتها مصر خلال الحروب الصليبية سابقا، مرجحين وقوف أطراف دولية وراء التهديد الوجودي التي تتعرض له الدولة المصرية حاليا بهدف ‘ غراق مصر في الفوضى وإخضاعها سياسيا بعد أن أصبح لشريان الحياة فيها ” صنبور” يغلق ويفتح متى شاء خصوم مصر من الجنوب، وتعد إسرائيل أبرز المستفيدين من المخطط لضمان بقاءها أبد الدهر بتحييد أكبر قوة عربية وإسلامية قريبة منها لتمهد الطريق إلى المخطط المعروف باحقية الشعب اليهودي في السيطرة من ” نهر النيل إلى نهر الفرات” .
صحيفة ” هاآرتس” الإسرائيلية نشرت تقرير أشبه بتحذير ضمني إلى مصر حال اللجوء إلى الحل العسكري في أزمة سد النهضة، مؤكدة فيه أن هدوء دبلوماسية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حاليا ينذر بعواقب وخيمة على الشرق الأوسط، حيث يبدو أن القاهرة تخلت عن الحلول الناعمة، وبالتالي فإن الجميع يشهد هذه الأيام الاستعداد لاشتعال نيران حريق ستطال جميع الدول المعنية وغير المعنية بالقضية، وبالتالي يجب على إدارة الرئيس الامريكي إظهار فاعلية أكبر في ذلك الملف الشائك والمعقد منذ سنوات قبل أن تصل الامور إلى نقطة ” الاعودة” .
وأكدت ” هاآرتس” أن النشاط الدبلوماسي لمصر في تهدئة الوضع بقطاع غزة والضفة الغربية تزامن مع وصول عناصر وقوات من كافة أفرع الجيش المصري إلى السودان لإجراء مناورات ” حماة النيل” ، مشيرة إلى أن تلك التدريبات بالنسبة لمصر، كانت أكثر أهمية بكثير من القتال بين إسرائيل وغزة، لأنه يلامس ما تعتبره خطرًا وجوديًا: نية إثيوبيا البدء في المرحلة الثانية لملء الخزان المجاور لسد النهضة الإثيوبي الكبير، وهذه التدريبات المشتركة هي الثالثة بين مصر والسودان خلال العامين الماضيين، وكان آخرها في أبريل.
وقالت ” هآرتس” إن لاقتصاديون المصريون يقدرون تأثر حصة مصر من بناء سد النهضة بخسارة مايقرب من 10 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا من أصل 50 مليار متر مكعب تلقتها حتى عام 2019، لكن القاهرة تدرك أنه لا يمكن وقف بناء السد، لكنها تطالب بملء خزانها على مراحل تتراوح بين 12 و 21 سنة، إلا أن إثيوبيا نجحت خلال السنوات الماضية في نسج شبكة كبيرة من العلاقات الدولية، ولذا تستخدم إثيوبيا بناء السد كمحفز للعلاقات الخارجية التي ستؤمن الدعم الدولي ، المالي والسياسي ، وتحميها من أي حملات ضغط أو هجمات على السد.ووفق ” هآرتس” ، على سبيل المثال ، فازت شركة ” WEBUILD ” الإيطالية بعقد لبناء البنية التحتية الرئيسية للسد، وفازت الشركة الألمانية Voith Hydro بعقد تركيب التوربينات لتشغيل محطات الطاقة بالاشتراك مع شركة General Electric الأمريكية وشركة Alstom الفرنسية، بينما انخرطت إسرائيل بشكل غير مباشر في بناء السد، لكن عشرات الشركات الإسرائيلية تعمل في إثيوبيا، حيث يعمل مهندسين وممثلين إسرائيليين يحتلون طابقًا كاملاً في وزارة المياه في أديس ابابا، وأن تل أبيب قامت بتركيب صواريخ سبايدر للدفاع عن السد من الهجمات الجوية.
أدت هذه التقارير إلى عدة نقاشات بين مصر وإسرائيل ، اقتنعت فيها مصر بوضوح بالنفي الإسرائيلي.واختتمت ” هآرتس” بالقول: ” مع قيام إدارة بايدن بوضع الصين على رأس أولوياته الدبلوماسية والنظر على ما يبدو للشرق الأوسط العربي على أنه عبء غير مرغوب فيه، فمن المشكوك فيه ما إذا كان السيسي، الذي تلقى أول مكالمة هاتفية من بايدن فيما يتعلق بالقتال في غزة، حصل على ضمان أمريكي بإجبار إثيوبيا على إبطاء تخزين سد النهضة، لكن التهديد بالعمل العسكري قد تجبر سيد البيت الأبيض إلى مسارعة إخماد الحريق الذي سيطال الجميع إذا اشتعل.