استنفار الجيش المصري غربا لمنع تقدم مرتزقة أردوغان
استنفار الجيش المصري غربا لمنع تقدم مرتزقة أردوغان
وجود الآلاف من الإرهابيين في ليبيا يدفع القاهرة إلى التوقي من تداعيات التدهور الأمني.
تستعد القاهرة للتعامل مع جميع السيناريوهات المتوقعة للأزمة الليبية سياسيا وعسكريا، في ظل التمادي التركي ومواصلة أنقرة تأجيج النزاع بدعم حكومة الوفاق بالمرتزقة والسلاح. ورغم إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة في ليبيا، لا تستبعد القاهرة تفاقم الأوضاع الأمنية على الحدود، وتحسبا لتدهور أمني مرتقب، عزز الجيش المصري جاهزيته على الحدود في رسالة واضحة لمنع تقدم مرتزقة أردوغان نحو سرت وتصديه لأي محاولة تستهدف الأمن القومي المصري.
وضاعفت مصر من جاهزيتها العسكرية في المنطقة الغربية المتاخمة للحدود مع ليبيا، للتأكيد على التصدي لأي جهة تحاول خرق الحدود الجغرافية التي رسمتها مصر لأمنها الإقليمي، وسد الثغرات أمام أي رغبة في تحويل الصحاري الشاسعة التي تشكل ثلث مساحة البلاد إلى بؤرة جديدة لتهديد الأمن القومي، في ظل متغيرات متسارعة في الجارة ليبيا، بما يخدم التعامل السريع مع كل طارئ يدفع إلى فرار آلاف الإرهابيين الذين زجت بهم تركيا في طرابلس ومنها إلى مناطق مختلفة، قد تكون الحدود المصرية ضمن أهدافها.
أزعج الاستنفار المصري الأخير جهات كثيرة، وبدت القاهرة كأنها تستعد للتخلي عن خطتها في التعامل مع الأزمة الليبية، والانتقال من التعامل السياسي إلى التدخل العسكري؛ فمع سخونة التطورات، بدأت مصر تتخلى عن حذرها الفائض، وجاء اجتماع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع مجلس الأمن القومي الثلاثاء، من أجل مناقشة الأزمة الليبية، ليوحي بأن الخيار العسكري قد يكون قريبا، إذا فشل إعلان القاهرة في فتح الطرق أمام الحل السياسي.
تركت زيارة رئيس الأركان المصري، الفريق محمد فريد، للمنطقة الغربية الأربعاء انطباعا بأن التدخل العسكري المصري المباشر في ليبيا قد يكون قريبا، إذا تمادت تركيا في ممارساتها العسكرية، ودفعت المرتزقة إلى المزيد من التقدم، خاصة أن فريد شدد على جاهزية الجيش المصري، واستعداده القتالي لمواجهة كافة المخاطر والتحديات.
تبذل القاهرة جهدا للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا، وتخشى تفاقم الأوضاع العسكرية على الأرض، وفي الحالتين سيكون هناك أكثر من عشرة آلاف من المرتزقة الموالين لتركيا والقادمين من الأراضي السورية يبحثون عن أماكن بديلة لهم، ما يجعل الحدود المصرية هدفا لهم، لأنها كانت بالفعل مهددة سابقا من خلال تسلل متطرفين، ارتكبوا عمليات إرهابية، حتى تمكنت أجهزة الأمن من سد الكثير من المنافذ على طول 1200 كيلومتر، وهي مساحة كبيرة من الصعب إحكام السيطرة عليها تماما.
تدرك القاهرة أن طبيعة عمل الإرهابيين تجعلهم يميلون إلى التمدد، وأن الموجودين في ليبيا سيكونون بحاجة إلى الانتشار داخل دول الجوار الليبي، إذا فرض عليهم الواقع الجديد خيارات ضيقة لا تمكنهم من الاستقرار في ليبيا.
خطط عسكرية متطورة
القاهرة تستحدث أساليب تكنولوجية متطورة لمراقبة الحدود، وأن الجيش المصري استدعى قوات إضافية من المنطقة الشمالية العسكرية لتدعيم المنطقة الغربية وتكثيف التواجد العسكري على الحدود، عقب تقدم الميليشيات المدعومة من تركيا إلى تخوم محافظة سرت الليبية، وأن مصر أضحت تدرك أن الوضع يزداد خطورة على الجانب الغربي، بما يستلزم إحداث تغييرات في التكتيكات العسكرية التأمينية على طول الحدود.
القوات المسلحة المصرية نشرت دبابات أبرامز القتالية على الحدود مع ليبيا، ونشر الصحافي ويظهر إن قافلة عسكرية مصرية مع 18 دبابة قتال رئيسية من طراز M1A2 أبرامز، بالقرب من الحدود مع ليبياو أن القوات الجوية بالتعاون مع قوات حرس الحدود تمكنت خلال العامين الماضيين من تدمير أكثر من ألفي سيارة دفع رباعي محملة بأسلحة وذخائر ومخدرات، وأخذ هذا الاتجاه بعداً حيوياً في الحرب المصرية على الإرهاب، وكان من الأسباب المباشرة في زيادة التنسيق مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ومدها بالمعلومات للتعامل مع الخلايا الإرهابية في الشرق الليبي.
ساعد تبني الجيش المصري خطة أمنية جديدة منذ ثلاث سنوات في سد الثغرات على الحدود وتأكيد الاستعدادات المستمرة للتعامل مع التهديدات القادمة من ليبيا، ومنع تكرار تنفيذ حوادث إرهابية، بينها عملية الفرافرة، واستهداف كنائس وحافلات للمسيحيين، وهو ما يؤكد أن ضبط الحدود كان خطوة أولى، تخفف الضغوط عند أي تحرك عسكري بعيد على هذه الجبهة.
وكشف البعض من الخبراء أن الجيش المصري استحدث خرائط للأوكار الإرهابية للتعرف على تمركزاتها الجديدة على الأراضي المصرية أو المناطق القريبة من الحدود داخل ليبيا، والتعرف على الخلفية التنظيمية التي تنتمي إليها والجهات الدولية التي تدعمها وتمولها ماديا ومعلوماتيا، ولعل هذا الجهد نجح في القبض على الإرهابي هشام عشماوي الذي تسلمته القاهرة من الجيش الليبي في مايو من العام الماضي، وقبل ذلك وجه الطيران المصري سلسلة من الغارات على بؤر إرهابية وعلى طول الحدود القريبة من مصر.
وشنت القوات الجوية المصرية عددا من الغارات الجوية عام 2015 على مواقع لتنظيم داعش في مدينة سرت، بعد ذبح 21 مصريا من الأقباط على يد التنظيم، ثم كررت الغارات في عام 2017 على مدينة درنة بعد تورط عناصر تقيم فيها في شن هجموم على عشرات الأقباط كانوا يستقلون حافلة في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل في محافظة المنيا جنوبي مصر.
المرتزقة الأتراك يبحثون لهم عن أماكن بديلة داخل دول الجوار الليبيالمرتزقة الأتراك يبحثون لهم عن أماكن بديلة داخل دول الجوار الليبي