الأزمات تلاحق لبنان. من يقف وراء غرق مركب المهاجرين؟
الأزمات تلاحق لبنان. من يقف وراء غرق مركب المهاجرين؟
استيقظ لبنان السبت، على حادث مفجع، عقب الإعلان عن وفاة 9 أشخاص، بينهم أطفال، بالإضافة إلى 17 شخصا في تعداد المفقودين، إثر غرق مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة جزيرة الفنار – رمتين في طرابلس.
ونشر لبنانيون لقطات، تظهر وصول جثث
ضحايا المركب الغارقة قرب جزيرة شمالي لبنان، إلى المستشفى الحكومي في طرابلس.
وغرقت مركب تقل مهاجرين سوريين ولبنانيين، قرب جزيرة الفنار قبالة ساحل مدينة طرابلس في شمال لبنان، السبت.
وسجلت الحادثة حالة غضب وتوتر بين الأهالي في طرابلس، حيث كشفت وسائل إعلام محلية عن سماع صوت رصاص كثيف ليلاً في المدينة ما أدى إلى توجيه تعزيزات أمنية بهدف التهدئة.
وتمكنت القوات البحرية التابعة لـ الجيش اللبناني، من إنقاذ 48 شخصاً كانوا على متن المركب، الذي غرق في أثناء محاولة تهريب مهاجرين بطريقة غير شرعية عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، ووجه الصليب الأحمر 10 سيارات إسعاف إلى ميناء طرابلس لإنقاذ ركاب الزورق.
وأفاد مدير مرفأ طرابلس، بالعثور على خمس جثث من ضحايا المركب الغارقة قرب جزيرة شمالي لبنان ليرتفع إجمالي عدد الضحايا إلى تسعة حتى الآن.
ومن جانبه، كشف الجيش اللبناني، الأسباب التي أدت إلى غرق مركب مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل طرابلس، مؤكدا أن “المركب الغارق كان يحمل 15 ضعف الوزن المسموح به وبسبب هذه الحمولة انتهى الأمر بوقوع المأساة”.
وأكد قائد القوات البحرية اللبنانية العقيد الركن هيثم ضناوي، أن المركب الغارق “قديم جداً ويتسع فقط لـ 6 أشخاص ولم يكن هناك سترات إنقاذ ولا أطواق نجاة”، وتابع: “حاولنا أن نمنعهم من الانطلاق ولكنهم كانوا أسرع منا”.
ومن جانبه، قال محلل سياسي لبناني،عبدالله نعمة، إن غرق مركب مهاجريين غير شرعيين في شمالي لبنان حادث اعتيادي، لكن الجيش اللبناني أكد بأنه “المستهدف بهذا الحادث الأليم من بعض الحاقدين على الجيش والذين دائما يصطدون بالماء العكر”.
وأضاف نعمة : “كلنا نعرف أن مراكب المهاجرين الغير شرعيين دائما ما تحمل عددا أكبر من المطلوب وتقوم بتهريبه إلى الخارج، ولكن الحقيقة أن الجيش اللبناني دائما صادق وهو من يحافظ على لبنان في أصعب الظروف”.
وربط نعمة، بين الحادث وفتح باب الترشح في الانتخابات النيابية، مؤكدا: “هناك بعض القوى لا تريد إتمام الانتخابات ولا تريد استقرار لبنان وتسعى لافتعال المشاكل بين الجيش والشعب، ولكن هذا الغرض صعب تنفيذه في لبنان؛ لأن الشعب هو الجيش والجيش هو الشعب”.
وأشار: “أن كان إطلاق النار على مركب مهاجرين غير شرعيين من قبل الجيش اللبناني فهناك مدنسين لبعض القوى السياسية هدفهم إفساد الانتخابات”، لافتا: “الآن هناك مشاكل في منطقة الشمال وقطع طرقات وأحراق إطارات وإطلاق نار في الهواء بين الجيش والمواطنين؛ لأنه يوجد بين ضحايا المركب لبنانيين”.
واختتم: “الرئيس ميشال عون، يسعى إلى حماية لبنان من أي هجوم داخلي أو خارجي، وعبور لبنان أزماته”.
ومن ناحية أخرى، أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الحداد الرسمي اليوم الإثنين، على ضحايا المركب الذي غرق مساء السبت قبالة طرابلس شمالي البلاد.
ووجه ميقاتي، بتنكيس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة حدادا، وتعديل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة.
وأجرى ميقاتي اتصالا بوزير الشؤون الاجتماعية هكتور وطلب منه التوجه إلى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لـ عائلات الضحايا، كما كلف الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير بأن يكون إلى جانب الأهالي المفجوعين وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم.
ومن ناحيتها، أعربت جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها للشعب اللبناني الشقيق، ولذوي ضحايا المركب الذي غرق قبالة ساحل مدينة طرابلس اللبنانية، وأسفر عن وفاة مجموعة من الأشخاص ممن كانوا على متنه، مع استمرار عمليات البحث حاليًا.
وأكدت مصر وفقا لبيان رسمي من وزارة الخارجية، على وقوفها بجانب لُبنان الشقيق في هذا الحادث الأليم، مُتمنية الشفاء العاجل للناجين والمُصابين، ومُشددة في الوقت ذاته على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لوضع حد لظاهرة قوارب الهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق ضمير الإنسانية.
ويشهد لبنان الذي يناهز عدد سكانه ستة ملايين نسمة أزمة مالية خطرة، إذ فقدت الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها وبات غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر.
ويلقي الكثير من السكان، فضلا عن منظمات دولية وحكومات أجنبية، باللوم في الأزمة على الطبقة السياسية اللبنانية التي ظلت على حالها لعقود في ظل اتهامات لها بالفساد وعدم الكفاءة.
ومن المقرر مبدئياً إجراء انتخابات تشريعية في 15 مايو في البلد حيث يمارس حزب الله المسلح الموالي لإيران نفوذاً كبيراً.
وقال قريب لأحد ركاب القارب عند مدخل ميناء طرابلس “كان ابن أخي، الذي لديه خمسة أطفال وزوجة حامل، يحاول الهروب من الفقر”.