«الاحتلال» يستعد لاجتياح واسع لـ«غزة».. و130 مستوطنًا يقتحمون «الأقصى»
«الاحتلال» يستعد لاجتياح واسع لـ«غزة».. و130 مستوطنًا يقتحمون «الأقصى»

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تل ابيب وضعت أربعة شروط أساسية لوقف الحرب على قطاع غزة، فى وقت تستمر فية غارات العدوان الإسرائيلى، والتى أسفرت عن استشهاد العشرات خلال الساعات الماضية.
فى حين اقتحم ١٣٠ مستوطنًا متطرفًا، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى.
وكشفت المواقع العبرية أن الشروط الإسرائيلية تتمثل فى «إطلاق سراح جميع الأسرى، وإخراج حركة حماس كليًا من حكم قطاع غزة، وتجريد غزة من الأسلحة بشكل كامل، وإبعاد العشرات من قادة الحركة إلى الخارج».
فى المقابل، أعلنت حركة «حماس» رفضها القاطع لتجزئة تبادل الأسرى، مشددة على أنها تربط إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بوقف الحرب بشكل نهائى، كما رفضت شروط الإبعاد ونزع السلاح.
وأكدت الحركة من قبل استعدادها للتوصل إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، مع البدء بإعادة الإعمار وإنهاء الحصار.
وذكر موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، أمس، أن الجيش الإسرائيلى يعد العدة لعملية توغل كبرى فى قطاع غزة. وتشمل الخطة تقسيم مدينة غزة إلى قسمين، بما يؤدى إلى خسارة حركة «حماس» ٥٠٪ من الأرض.
وتتضمن الخطة أيضًا إنشاء مراكز لتوزيع المواد الغذائية مباشرة للسكان من قبل شركات مدنية أمريكية، مع تحييد قبضة حماس والإضرار بحكمها.
ونشر الموقع أن الاجتياح الواسع سيتطلب تعبئة أعداد كبيرة من قوات الاحتياط، وجلب القوات النظامية من جبهات أخرى، مثل لبنان وسوريا والضفة الغربية.
فى الوقت نفسه، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول ٤٤ شهيدا و١٤٥ مصابا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال يوم، وأضافت أن عدد الشهداء ارتفع منذ تجدد القتال فى ١٨ مارس ٢٠٢٥ إلى ١٨٢٧ قتيلا، ومنذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى أكثر من ٥١ ألف شهيد، وأكثر من ١١٦ ألف مصاب.
فى سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من انهيار مستشفيات الأطفال فى القطاع بسبب استمرار جيش الاحتلال فى منع دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية، فى وقت قال فيه مسؤولون فلسطينيون إن القطاع دخل فى حالة مجاعة وإن الوضع الإنسانى بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلى.
على صعيد آخر، تستمر الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تزايد المواقف المتباينة بين الجانبين. وقد أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأول، موقفه مجددًا فى خطاب مسجل بالفيديو، حيث قال: «لن ننهى حرب النهضة قبل أن ندمر حماس فى غزة، ونعيد كل رهائننا، ونضمن أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل».
وميدانيًا، تشهد مدينة «دير البلح ومخيم المغازىط قصفا مكثفا من دبابات الاحتلال الإسرائيلى، حيث تطلق قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المواطنين وسط قطاع غزة المدمر، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وأكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية ونائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فى غزة، أمجد الشوا، أن »القطاع دخل فى حالة مجاعة، وأن الوضع الإنسانى بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلى«.
وحذر »الشوا« خلال مقابلة مع قناة الجزيرة من أن الوضع سيصبح »كارثيا» أكثر مما هو عليه الآن إذا لم يتم فتح المعابر فى أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى خطورة استمرار إغلاق منافذ إدخال المساعدات.
وعلى صعيد الرعاية الصحية، يستمر تدهور القطاع الصحى مع استمرار الحرب والحصار وتدمير البنية الأساسية، حيث يواجه آلاف الجرحى والمرضى ظروفًا قاسية نتيجة النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك فى ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الطبية، مما يضع حياة المصابين والمرضى فى خطر متزايد.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» أن مستشفيات الأطفال وحديثى الولادة فى قطاع غزة تعانى من نقص حاد فى المعدات الطبية وتعمل فى ظروف بالغة الصعوبة، فى ظل استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ ١٨ مارس الماضى.
وشددت المنظمة الأممية فى بيان لها على أن «بقاء أطفال غزة على قيد الحياة يعتمد على إعادة فرض وقف إطلاق النار ودخول المساعدات إلى القطاع».
واقتحم ١٣٠ مستوطنا متطرفا، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة بأن المستوطنين نظموا جولات استفزازية فى باحات المسجد، وأدوا طقوسًا وصلوات تلمودية فى المنطقة الشرقية منه.
وفرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين الوافدين للمسجد، ودققت فى هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط وحشد أكبر عدد ممكن من المرابطين فى المسجد الأقصى للتصدى لمخططات المستوطنين واستفزازاتهم، فى وقت يتعرض فيه المسجد يوميًا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال فى محاولة لفرض واقع جديد فيه.
فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ٨٤ على التوالى، ولليوم الـ٧١ على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميدانى وإطلاق نار وانفجارات وعمليات اقتحام وتخريب واعتداء على المواطنين وممتلكاتهم.
وأقدمت جرافات الاحتلال على تجريف إضافى للشوارع المدمرة بالكامل فى المخيم، وأغلقت المدخل الغربى له من جهة حارة المقاطعة بالسواتر الترابية، فى وقت لاتزال فيه القوات تنتشر فى أحياء المخيم وتستولى على المنازل وتغلق العديد من المداخل بالأسلاك الشائكة.
وشهدت الليلة الماضية إطلاق نار كثيف من قبل جنود الاحتلال فى حارة المحجر بمخيم نور شمس، واقتحام عشرات المنازل وتخريب عدد من مركبات المواطنين، كما أجبرت قوات الاحتلال نحو ١٠ عائلات من منطقة جبل النصر فى المخيم ومنطقة غربه على إخلاء منازلها قسرًا.
وحذّر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، مؤكدًا أن نحو مليونى شخص، غالبيتهم من النازحين، يعيشون حاليًا من دون أى مصدر دخل ويعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.