الجيش التركي دخل ليبيا “متخفيًا” خلف ستار “سحب المرتزقة”
الجيش التركي دخل ليبيا "متخفيًا" خلف ستار "سحب المرتزقة"
خيم الهدوء قليلا وسكن الوضعُ بعض الشئ، بعد أن سكتت البنادق والمدفعيات إلا نادرًا، حيث لم تعد أصوات الرصاص تعوي وانفجارات القنابل تدوي، ومن هنا ظن الجميع بأن الأزمة الليبية في طريقها للحل السلمي السياسي.
استتب الوضع قليلا في ليبيا وتوقف القتال بين ميليشيات الوفاق المدعومة بالمرتزقة والعتاد التركي، والجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وبالرغم من هذا الهدوء المشوب بالحذر، هناك ثمة تحركات وترتيبات خبيثة تُحاك حول الوضع في ليبيا، وربما قد تفجر الأمور مرة أخرى.
وفي هذا الإطار سنكشف خلال السطور التالية، عن مفاجأة مدوية، جراء مخطط خبيث يتم الترتيب له من جانب “ثلاثي الشر” أردوغان والسراج وحليفهما القطري.
زيارات وترتيبات “خبيثة”
1_ السراج في تركيا
في اليوم الموافق الرابع من شهر أكتوبر الجاري، أجرى فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني “الغير دستورية” أو “منتهية الصلاحية”، زيارة جديدة إلى تركيا، والتقى خلالها بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي ورط بلاده عسكريا في ليبيا بدعم مليشيات الوفاق عسكريا وماليا، وبإمدادها بالمرتزقة السوريين.
وقال أردوغان خلال استقباله السراج في إسطنبول، إن بلاده تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الوفاق، واتفقا على توسيع وتعزيز التعاون بينهما، وأشار إلى أن المحادثات تناولت مستجدات الأوضاع في ليبيا.
وقال السراج إن الاجتماع استمر ساعتين وبحثا الطرفان خلاله التعاون الأمني والعسكري في مجال بناء القدرات الدفاعية والأمنية الليبية من خلال برامج التدريب والتأهيل والتجهيز.
2_ أردوغان يزور قطر
بعد مرور ثلاثة أيام فقط، من لقاء السراج بالرئيس التركي في أسطنبول، زار أردوغان حليفته في الشر “قطر”، والتقى بأميرها تميم بن حمد آل ثاني.
وربما جاءت زيارة أردوغان إلى الدوحة لدعم خطط شيطانية جديدة، أو لطلب تمويل إضافي له ضمن “أجندة الشر” التي ينفذها بتمويل قطري، ومقدار المطلوب.
حيث زادت صفحات أجندة الشر التركية وضمت جبهة جديدة، بعد اندلاع الحرب في إقليم قرة باغ بين أرمينيا وأذربيجان، ويقوم أردوغان بدعم باكو بالسلاح والمرتزقة.
أضف إلى ذلك الزيارات المتواصلة من جانب وزير دفاع ميليشيات الوفاق صلاح النمروش إلى أنقرة، وعقد لقاءات متعددة مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
مفاجأة مدوية
تشير الزيارات والاتصالات المكثفة بين ثلاثي الشر، خلال فترة زمنية وجيزة، إلى أن هناك ترتيبات عليا يتم التحضير لها.
وكانت المفاجأة المدوية أن أردوغان أرسل بالفعل إلى ليبيا، خلال الأيام القليلة الماضية، عددًا كبيرًا من أفراد وجنود الجيش التركي النظامي، مدعومين بالعتاد والأسلحة الثقيلة، ما يشير لوجود ترتيبات عسكرية غاية الخطورة.
وكشفت مصادر عسكرية ليبية أن تركيا قامت بسحب 1500 مرتزق سوري وأرسلتهم إلى حرب القوقاز، ودفعت بدلا منهم بمئات العسكريين التابعين للجيش التركي النظامي في غرب ليبيا.
وأضافت المصادر أن أردوغان ينفذ عملية خداع كبرى، عبر إيهام المجتمع الدولي بأنه استجاب للضغط وامتثل لقراراته، التي تقضي بسحب المرتزقة السوريين من ليبيا، إلا أنه يستبدلهم بأعداد أكبر من الجيش النظامي التركي.
ونشرت وزارة الدفاع التركية قبل 5 أيام، تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع “تويتر”، قالت فيها إنه “في نطاق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية، تقوم فرق التخلص من الذخائر المتفجرة في ليبيا بتدمير الألغام / العبوات الناسفة والذخيرة غير المنفجرة في مناطق تاغوراء وعقبة وحمص ومصراتة”.
وأكدت التغريدة المعلومات بشأن استقدام جنود نظاميين تابعين للجيش التركي بشكل مكثف خلال الآونة الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن الأيام العشرة الأخيرة فقط، شهدت تسيير 36 رحلة للطيران العسكري التركي، وهو ما رصدته مواقع تتبع حركة الطيران، وأقلت هذه الرحلات عددا من العسكريين إلى ليبيا ونقلت في المقابل مرتزقة لأذربيجان.
ماذا يحدث بالوطية؟
أن هناك معلومات وصور متداولة، تشير إلى أن مطار الوطية يشهد تجهيزات عالية، من ضمنها قيام عسكريين تابعين للجيش التركي بتأمين محيط قاعدة الوطية تحسبا لوجود ألغام.
كما ترددت أنباء عن قرب وصول 6 طائرات حربية إلى المطار، وكشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي، أن طائرة شحن عسكرية تركية جديدة حطت بقاعدة الوطية غربي ليبيا.
لماذا هؤلاء المرتزقة بالذات؟
كشفت المصادر أن المرتزقة الذين نقلتهم تركيا من ليبيا، تابعين للفصائل الإرهابية شديدة الخطورة، مثل ميليشيات “لواء الحمزات” و”السلطان مراد” و”الفيلق الثاني”، وكانوا يتقاضون أجورا شهرية.
وهؤلاء المرتزقة هم الذين أثاروا القلاقل خلال الفترة الماضية ودخلوا في نزاعات مسلحة مع الميليشيات الليبية المحلية داخل طرابلس، وظهروا بشكل متكرر في فيديوهات مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مطالبين أنقرة بدفع أجورهم.
كما تسبب هؤلاء المرتزقة في اندلاع اشتباكات بين الميليشيات الليبية المحلية، وذلك لأسباب أخلاقية ومالية، وهو ما دفع تركيا إلى نقلهم خارج البلاد خشية إضعاف جبهتها غربي ليبيا، وحتى لا يسببون لها حرجا دوليا.
ودفعت الحوادث التي انتشرت خلال الفترة الماضية، الاستخبارات التركية إلى إخراج هؤلاء المرتزقة من ليبيا، لكنها في نفس الوقت أرسلت عددًا أكبر من العسكريين التابعين للجيش التركي النظامي، ما يشير إلى أن هناك أحداث كبيرة منتظرة خلال الفترة المقبلة.