الماسونية نسمع عنها منذ سنوات طوال، ونعلم أنها حركة عالمية، ولكن قلة قليلة من الناس الذين يعلمون ماهي الماسونية، وماهي أهدافها ومدى ارتباطها بالصهيونية العالمية، وطبيعة علاقتها بصفقة القرن، وماهو الرابط بين هذا الثالوث وما يحصل من متغيرات كبرى في العالم كله.
أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات وتوضيح، كيف تتمكن هذه الحركات من استهداف أوطاننا.
الماسونية هي حركة سرية عالمية عرفت بغموض النشأة، ونظراً لطبيعة هذه الحركة الموغلة في سرية فإنه لا يوجد اتفاق على شيء من أمورها، فهذه الحركة تسمى نفسها “اخوة البنائين الأحرار”، وتقول إن نشأتها الرمزية تزامنت مع ما تدعوه بهيكل سليمان، الذي تعتبره أول عمل عظيم نفذته.
إذاً … هي بضاعة يهودية أولاً وآخراً ، ومستترٌ عملها حتى على أعضائها، إلا من هم النخبة الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى المراتب العليا فيها، وللماسونية ثلاث درجات:
العمي الصغار: والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين.
الماسونية الملوكية: وهذه لا ينالها إلا من تنكر كلياً لدينه ووطنه وتجرد لليهودية، ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثين كتشرشل وبلفور.
الماسونية الكونية: وهي قمة الطبقات، وكل أفرادها يهود، وهم فوق الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود.
وهنا نرى أن هدف الماسونية العالمية، وهي وليدة الصهيونية، إقامة نظام عالمي جديد يؤسس لفكرة أن تكون اسرائيل اليهودية التلمودية هي السيد المطاع في العالم كله.
توضحت بعض المفاهيم للنظام العالمي الجديد، لا سيادة دول، لا أديان، لا وحدة مجتمعية، لا حدود، وهذه هي العولمة، فالعولمة وصف لظواهر متعددة كالتقدم المذهل في وسائل الاتصال والانفتاح، وخطورة العولمة هي في ذراعها الإعلامي الخاضع لسيطرة الماسونية، والتي تمسك بخيوطها، فتسير هذه القوة في السيطرة بالتوازي مع القوة الغاشمة العسكرية في فرض العولمة على الآخرين.
وظيفة المنظومة الإعلامية هي ترسيخ القيم والمفاهيم والمعتقدات وأنماط السلوك الماسوني، ومن هذا المنطلق أتت فكرة الربيع العربي التي سمعناها من وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس، في محاولة منها لتخليد اسمها في التاريخ الاميركي، وكانت بداية مؤامرة القرن عبر مشروعها المسمى “مشروع الشرق الأوسط الجديد” وهو تمهيد لصفقة القرن.
بدأ التخطيط لصفقة القرن منذ سنوات، فهي ليست وليدة اليوم، فقد ترددت سابقاً عام 2006 عبر ماعرف بعرض أولمرت أو “اتفاقيات أولمرت وعباس”، وهكذا اتفاقيات عند تنفيذها تحتاج لراعي أميركي خصوصاً وأن إسرائيل هي الطفل المدلل لأميركا.