القراءة أمر مفيد، وبقدر أهميتها ونفعها يكون الانتفاع منها. ولذلك لن يجد المرء أفضل ولا أنفع ولا أرفع من كتاب الله تعالى، ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم القصص القرآني و قصص الانبياء و قصص الصحابه والتابعين. فالتاريخ هو ذاكرة الأمم، و قراءة التاريخ تعلمنا العديد من الدروس والعبر لأنه نتاج عقول أجيال كاملة، مما يساعد الأمة علي تحسين قيادة حاضرها و صياغة مستقبلها. ونقدم لكم في هذا المقال قصة ” أبي بن خلف الجمحي ” ، الذي كان من الد اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد كانَ يبحثُ أبي عن رسولِ الله، ويمشي مباهيًا بينَ النّاس يُخبرُ قومَهُ أنَّهُ سيقتلُه، فبلغ ذلك رسول الله، فنوى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- قَتْلَهُ إذا شاءَ اللهُ تعالى، فلمّا جاءَ يومُ أُحد، بحثَ عن رسولِ اللهِ لِيُباغته في غفلةٍ لِيقتُلَهُ. فلمّا لاقاهُ رسول الله رماهُ بحربةٍ في تُرقُوَتِهِ، واحتقَنَ دمهُ في جوفِهِ، وبدأ يتألمُ ويُصدرُ صوتًا وُصِفَ بأنَّهُ كخوارِ الثورِ، ولمّا حَمَلَهُ قومُهُ تعجبوا لأمرِهِ، فلا يَظهرُ عليهِ إلا كالخدشِ، فقال لهم: ” والله لو لم يصبني إلّا بريقِه لقتلني، أليس قد قال أنا أقتله إن شاء الله؟ والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز” لقتلهم، وما لبثَ يومًا، حتى ماتَ.
فقد كان هذا الرجل أكثرِ النّاسِ إيذاءً لرسول الله، وأشدُّهم عداوةً لهُ، ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أحد بيديه سوى هذا الرجل لشدة عداوته للإسلام والمسلمين. و قد ذكرت المصادر الاسلامية انه لم يقتل رسول الله أحدًا قبلهُ ولا بعدهُ.
