السدرهي شجرة معمرة دائمة الاخضرار شوكية متفرعة قوية تحمل ثماراً صالحة للأكل تصل أطوالها إلى ما يقارب 80 قدماً، ويصعب تحديد صفات مجموعة أشجار السدر، لأنها تختلف في الحجم وشكل الأوراق ولونها وحجم الثمار وشكلها.
للسدر مكانة خاصة في الثقافة الإسلامية، فقد ذكر في القرآن الكريم أربع مرات، وشجرة السدر إحدى أشجار الجنة، حيث يقول الله تعالى في سورة الواقعة: “وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29)”. وورد في الآثار الإسلامية أن لأوراق السدر فوائد علاجية من الأدواء الروحية.
أشجار الســدر البري معمرة متأقلمة مع أجواء الصحراء العربية من جفاف وشدة حر صيفاً.
وتشكل مسطحات خضراء ومراعي مفضلة للإبل، كما أن أزهارها من أكثر ما تتردد على أسراب النحل.
أزهار شجرة السدر تتجمع على حوامل رفيعة حول الحاملات الورقية وتتفتح من البراعم الزهرية الصغيرة جداً خمس بتلات مثلثة تشبة النجوم الخضراء الشاحبة.
وتختلف مواسم ظهور الأزهار والثمار حسب الأنواع المزروعة، فتظهر أزهار السدر البري من بداية شهر سبتمبر إلى منتصف شهر أكتوبر، وتنضج الثمار ابتداءً من منتصف شهر يناير إلى نهاية فبراير، وتحمل الأشجار ثمارها في السنة الثالثة من عمرها.
يرعى النحل زهور السدر فينتج عسلاً مميزاً مطلوباً ومحبوباً لدى أهل المنطقة، ذا طعم ونكهة مميزة. ويبدأ موسم عسل زهور السدر بداية أكتوبر، الذي يطلق عليه محلياً «اليبياب»، ويُقطف في نوفمبر، ويعد عسل السدر الجبلي من أجود أنواع العسل المستخلصة من أزهار شجرة السدر الغنية بفوائدها الكثيرة.
للعسل ثلاثة مواسم رئيسية أولها في الربيع وتحديداً في شهر فبراير، بقطف عسل الأزهار البرية، وثانيها الصيف الذي يكون في شهر مايو، ويعرف العسل المستخلص في هذا الشهر بعسل السمر «البرم»،
وثالثها الخريفي في شهري أكتوبر ونوفمبر، ويقطف فيه عسل السدر.
وتختلف ثمار السدر تبعاً لاختلاف أصنافه، ويتفاوت الحجم من النوع الصغير الأكثر انتشاراً ويأتي بحجم حبة الكرز إلى حجم حبة البرقوق، شكلها يكون كروياً أو بيضاوياً، وتكون الأوراق أكثر استدارة عندما تكون الثمار كروية.
ثمار السدر ملساء ولونها أخضر شاحب مصفر مشوب بحمرة خفيفة، والنواة خشبية، ويوجد بين القشرة والنواة اللب العصيري الذي يؤكل وله طعم مميز وحلاوة عند نضجه.
يربط أهل الخليج مراحل نضج ثمار السدر بالطقس، ومن أشهر أمثلة ذلك: «إذا طاح الكنار تساوى الليل والنهار»، والكنار هنا هو “النبج” أو “النبق” وهو ثمر السدر البري، حيث يدل نضج ثماره على قرب دخول فصل الربيع.