مازلنا نتابع جميعا غضب العالم الاسلامي بسبب التصريحات المسيئة التي أطلقها الرئيس الفرنسي عن الاسلام ، وكذلك الاهانات التي يتم توجيهها لنبي الاسلام الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
ولكن وكعادة تجار الدين من الجماعة الارهابية ، ومموليها ومحركيها في قطر وتركيا ، لم يكتفوا بالتجارة بالأوطان وبدماء الشعوب ، بل ذهبوا أيضا للتجارة بالدين الاسلامي ، وبسيرة نبينا المصطفي ، لتحقيق اغراض سياسية دنيئة
وجدنا الجميع ينتفض ، وكما هو معروف لأي عقل يتدبر الامور بحكمة و بوعي ، فإن دائما مثل تلك المسائل يكون الرد عليها بالطريقة الشعبية ، غير الرد الدبلوماسي والسياسي ، فرد الشعوب يختلف عن رد الحكومات لاعتبارات كثيرة
الا أن صفحات ومواقع تلك الجماعة الارهابية ، علي مدار الايام الماضية وحتي ساعات الصباح الاولي من اليوم الأربعاء ، كانت تركز علي خطة دنيئة ، وهي أن الرئيس المصري لا ينصر رسول الله ، ولم يتكلم حتي الان عن تلك الاهانات
آلاف المنشورات تحدثت عن ضرورة المقاطعة السياسية ، و القرارات العنترية ، بل وصل الحد الي وصف الرئيس المصري بأنه ليس غيور علي الاسلام ، لانه لم يعلن الحرب علي فرنسا !!!
أراد هؤلاء أن تتعامل الحكومات بمبدأ البلطجة و القتل والدماء الذي تتعامل به تلك الجماعات ، تناسوا أن الطرق الدبلوماسية تختلف ، و أن في الاساس ديننا الحنيف ، وسنة نبينا الكريم تمنعنا أن نستخدم الدماء والعنف حتي و إن أساء إلينا أحدهم. إلا أن الله دائما ما يجعل التوفيق حليف الادارة المصرية في اختيار توقيت الرد دائما ، ليظهر عبد الفتاح السيسي منذ ثلاث ساعات فقط ، وينسف كل تلك الخطط و الادعاءات
ظهر الرئيس السيسي في ندوة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، وقبل الندوة ، نشر المنتمين للجماعة الارهابية اخبارا أن السيسي لن يتحدث عن ازمة الرسوم المسيئة ولا تصريحات رئيس فرنسا ، لانه يخشي علي مصالحه مع الغرب
إلا أن الرئيس السيسي وقف شامخا ، يتحدث عن الامر ، ولكن ليس بالتهديد والوعيد والبلطجة والارهاب ، تلك التهم التي نحاول تبرئة الاسلام منها بعدما ألصقها به المتشددين والارهابيين المتأسلمين ، بل تحدث الرئيس بالهدوء و الحكمة و الرحمة التي وصانا الرسول الكريم عليه افضل صلوات الله وسلامه علي أن متحلي بها
قال الرئيس في خطابه اليوم ، أن الاساءة للانبياء والرسل ، يعد استهانة لقيم دينية رفيعة ، يعتنقها الكثير من الناس ، ومن لا يعتنقها فهذا شأنه ، ومن لا يؤمن بها فهذا شأنه ، ولكن جرح مشاعر الملايين حتي وان كانت الصورة المقدمة هي صورة محاربة التطرف هو أمر غير مقبول
ويكمل الرئيس حديثه : وانا هنا اتساءل ، في المليار ونصف مليار مسلم ، كم بالمائة منهم متطرفين ؟ ، لا اعتقد أن النسبة تصل حتي إلي 1٪ ، لان هذا يعني وجود 15 مليون متطرف ، فهل يعتقد العالم أنه لو هناك 15 مليون متطرف ، كان العالم سيكون بهذا الشكل ؟!
في إشارة من السيد الرئيس ، ان الاسلام برئ من هؤلاء ، و أنه غير صحيح ما يتم نشره علي أن المسلمين متكرفين وارهابيين ، فلو كان نسبة 1٪ من تعداد المسلمين بالعالم اتجهوا للتطرف ، لواجهنا مالا يمكن مواجهته وفجأة بعد انتهاء هذا الخطاب ، و كأنك جئت بجرح وسكبت عليه مادة مشتعله ، هذا هو ما حدث لاعضاء الجماعة الارهابية وصفحاتها ومواقعها ، صدمة كبيرة بسبب كلمة السيد الرئيس ، اذهبوا الان لصفحاتهم ومواقعهم و شاهدوا ما يكتبونه ، تخبط كبير ، فقد وعدوا متابعيهم ان السيسي لن يتحدث ، وان الادارة المصرية متخاذله في الحديث عن نصرة رسول الله ، ولكن جاء مالم يتوقعوه ، فهنيئا لهم هذا ” المقلب ” الكبير