أدخلت المنافع الصحية الموثّقة الشمندر فئة الأغذية الوظيفية التي جذبت الكثير من الاهتمام العلمي كعنصر معزز للصحة. وتفيد التقارير باستخدامه كدواء طبيعي منذ عهد الرومان. ومن بين فوائده مساهمته في خفض ضغط الدم، وبالتالي تقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ناهيك عن تخفيف الاضطرابات المرتبطة بالالتهابات المزمنة.
وتولد الاهتمام الحديث بالشمندر من اكتشاف يقول إنه مصدر النيترات الغذائي الذي قد ينطوي على مضاعفات مهمة فيما يخص التعامل مع صحة الأوعية الدموية والقلب. ويعتبر الشمندر كذلك غنياً بعدد من المركبات النشطة حيوياً التي قد توفر فوائد صحية سيما تلك المرتبطة بالاضطرابات ذات العلاقة بالالتهابات المزمنة.
وكشفت الدراسات الحديثة بالدليل القاطع أن استهلاك الشمندر يمنح تأثيرات فيزيولوجية مفيدة قد تترجم بنتائج سريرية محسنة لكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري من النوع الثاني والصرع.
وأكدت تحليلات لـ16 تجربة أبرزها دراسة لجامعة كوين ماري بلندن نشرت في «ذا جورنال أوف نيوتريشن» عام 2013 أن النيترات غير العضوي موجود في مرتبط بضغط الدم الانقباضي والانبساطي ومن هنا ينبثق تأثيره على نظام الدورة الدموية عموماً.
وأشار باحثون إلى أن تناول كوب يومياً من عصير الشمندر كفيل بتقليص ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع معدلاته. ويمكن للشمندر بعمله على خفض ضغط الدم أن يؤدي إلى تقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ويشير عدد من الدراسات إلى أن النيترات يعزز الأداء الجسدي سيما خلال التمارين التي تتطلب مجهوداً كبيراً، وأنه يحسن استخدام الأكسجين في الجسم ويقوي القدرة على التحمل.
من جهة أخرى يعتبر الشمندر قابلاً للاحتمال جيداً من قبل الجسم إلا أنه يحتوي على الأكسالات التي قد تؤدي لتكون الحصى في الكلى، كما يتضمن الفودماب وهو سلسلة قصيرة من الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة وتسبب عسراً في الهضم لبعض الأشخاص سيما الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيج (IBS).
ويبقى الشمندر مصدراً جيداً لكثير من العناصر الغذائية والألياف وعدد من المركبات النباتية. ومن ضمن فوائده كذلك أنه سهل التحضير يمكن تناوله نيئاً مسلوقاً أو مشوياً. ويتميز أنه من صنف الأغذية قليلة السعرات الحرارية الغنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم.
كما أنه قادر على محاربة الالتهابات، وقد كشفت دراسة على أشخاص مصابين بالفصال العظمي تم إعطاؤهم كبسولات البيتالين المستخرجة من عصارة الشمندر تقلص مستوى الألم والانزعاج المرتبطين بالحالة. ويتسم كذلك بتحسين صحة الدماغ ويحارب السرطان ويساعد في خسارة الوزن.