أنّ العنف ضد المرأة في تركيا في تزايد رغم تطوير تطبيقات للإبلاغ عن أعمال العنف، وهو ما بات يمثل ”قضية شائكة“ في البلاد، وفق تعبيره.
ومع الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، يقول التقرير: إن ”النظام الأبوي التركي يبرر أعمال العنف ضد المرأة، وفي كل عام تُقتل الكثير من النساء بوحشية عندما يرفضن الزواج من خاطب تختاره أسرتهن أو ببساطة لأنهن قررن ترك شريكهن، وبالإضافة إلى ذلك يتم تسجيل المزيد من ”حالات الانتحار المشبوهة“ (100 حالة سنويًا)، بحسب التقرير.
وأوضح التقرير أنّه ”في حين أن هذه التطبيقات تنقذ النساء من قبضة العنف، إلا أنها تظل غير كافية بالنظر إلى زيادة حالات قتل النساء، وحتى النساء المهددات يجب أن يحصلن على هاتف ذكي لتنزيلها“.
وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية إلى مقتل 234 امرأة بين الـ1 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي والـ20 من شهر نوفمبرالجاري في البلاد، لكن هذا الرقم الحقيقي يقترب من 400 امرأة، وفقًا لبعض المصادر البرلمانية.
ووفقًا للتقرير، كانت القضية في دائرة الضوء بانتظام هذا العام لا سيما بفضل الشبكات الاجتماعية، حيث يتم الإبلاغ عن أعمال العنف ضد المرأة بشكل متزايد، وبالإضافة إلى ذلك أثارت الأسئلة المحيطة بالتنديد باتفاقية إسطنبول أو عدمها عاطفة كبيرة وحشدت الأتراك إلى حد كبير.
وقال التقرير: إنه ”كجزء من الاحتفال في 25 نوفمبر ردت السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان على الطريقة التي تصور فيها وسائل الإعلام في كثير من الأحيان العنف ضد المرأة، قائلة: ”القتلة ورؤساء المافيا والمتنمرون لا ينبغي تقديمهم كنماذج يحتذى بها“، وفق تعبيرها.
وأسقط مكتب المدعي العام في أنقرة، يوم الإثنين الماضي، التهم الموجهة ضد الشرطة، التي استخدمت القوة ضد مجموعة من النساء في أنقرة في شهر ديسمبر من عام 2019، أثناء قيامهن بأداء رقصة ”لاس تيزيس“ ”Las Tesis“؛ من أجل لفت الانتباه إلى زيادة حالات قتل النساء في تركيا.
وبحسب التقرير، فإنّ ”من بين الجمعيات، التي تأتي لمساعدة النساء ضحايا العنف في تركيا، هناك مور تشاتي (Mor Çatı)، ما يعني بالعربية (السقف الأرجواني) وهي مؤسسة تم إنشاؤها في إسطنبول عام 1990، ولديها مركز تضامن يقدم كلاهما خدمات قانونية ونفسية للنساء وأطفالهن المحتاجين وكذلك ملجأ“.
واستفادت أكثر من 40 ألف امرأة من مساعدة ”مور تشاتي“ منذ إنشائها، ووفق الإحصائيات الرسمية فإنه في عام 2019 كانت غالبية المستفيدات متزوجات وفي الفئة العمرية بين 25-34 سنة.
وفي شهرمايو من عام 2018، تم إطلاق تطبيق ”كاديس“ KADES ويقدم مساعدات طارئة للنساء من خلال نظام الإخطار، وقال وزير الداخلية سليمان صويلو، آنذاك، إن التطبيق الذي أنشأته وزارة الداخلية يلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة العنف الأسري.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أشارت وزارة الداخلية إلى أنه منذ إنشاء ذلك التطبيق قام أكثر من 620 ألف شخص بتنزيله، وأنه تم تقديم ما يقرب من 50 ألف تقرير وتم ضبط 24 ألف حالة عنف منزلي.
وفي عام 2013، استحدثت وزارة الأسرة مراكز لدعم النساء ضحايا العنف المنزلي للوقاية ورصد العنف، حيثُ يمكن للمرأة أن تلجأ إليها عند مواجهة العنف المنزلي، وتقدم المراكز المساعدة في عدة مجالات مثل الصحة والدعم النفسي والإجراءات القانونية، واستفادت من خدماتها أكثر من 500 ألف امرأة في تركيا.
وفي عام 2014، تم استحداث تطبيق آخر من قبل شركة الهاتف ”فودافون“ Vodafone بالتعاون مع وزارة الأسرة، هو “ كيرميزي إيزيك/ KIRMIZI ISIK ”، ويعني بالعربية (الضوء الأحمر).
ويقدم التطبيق أداة تسمح بتنبيه الشرطة في حالة العنف المنزلي، وتم تنزيل التطبيق ما يقرب من 350 ألف مرة، وشهد طلبًا قويًا في الأشهر الأخيرة.
ويوفر التطبيق أيضًا إرسال تنبيه عن طريق الهاتف لثلاثة أشخاص مسجلين مسبقًا، أو إمكانية مشاركة موقعك مع أشخاص من اختيار المستخدم، حيثُ أشار التقرير إلى أنّ ”خصوصية هذا التطبيق أنه متوفر باللغة العربية، ومخصص للاجئات على وجه الخصوص“.