يعد فيلم “الصعود إلى الهاوية” من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية التي تجسد واحدة من القصص الأشهر في عالم الجاسوسية قصة هبة سليم التي جندتها اسرائيل لتصبح واحدة من أخطر الجواسيس ممن كشفت عنهم المخابرات المصرية قبل 47 عاما.
جسدت الفنانة الراحلة مديحة كامل دور “هبة سليم” في الفيلم الشهير وفي ذكرى السادس من أكتوبر نرصد لك القصة الحقيقية وراء الفيلم وهل اختلفت عما ورد في ملفات المخابرات المصرية.
هبة عبد الرحمن سليم فتاة مصرية حصلت على شهادة الثانوية العامة في عام 1968 أي بعد نكسة يونيو بعام واحد، ثم ألحت على أبيها من أجل السفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي هناك وخلال دراستها تعرفت إلى فتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود.أعلنت هبة في شقة البولندية أنها تكره الحرب وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة، وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في المجتمعات الصغيرة هناك وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشًا آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.
وعلى مدى لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم استطاعت هبة أن تستخلص أن إسرائيل قوية جدًا وأقوى من كل العرب، وهذا ما جعلها تفكر في خدمة إسرائيل رافضة المال الذي قدموه لها.
واستطاعت هبة سليم الايقاع بالضابط في الجيش المصري فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يتمنى التقرب منها وبالفعل وافقت على خطبته في نهاية الأمر كي تحصل منه على معلومات ترسلها إلى اسرائيل.
ومع استهداف الطيران الإسرائيلي المتواصل لمنصات الصواريخ المصرية، نجحت المخابرات المصرية في كشف أمر الضابط الخائن وتم القبض عليه وأعدم رميا بالرصاص وجرى القبض عليه بسرية تامة، وخلال التحقيقات اعترف بفعلته وقال إن خطيبته هبة هي العقل المدبر، وهي حلقة الوصل مع الإسرائيليين.
وكون الضابط الفقي ضمن الضباط القلائل الذين كانوا يعرفون موعد “ساعة الصفر” باعتباره عضوا في “غرفة العمليات”، فتمت محاكمته في سرية تامة، وأعدم رميا بالرصاص بدون ضجةودبرت المخابرات خطة للإيقاع بهبة سليم في سرية تامة أيضا عن طريق استدراجها للسفر إلى ليبيا لزيارة والدها الذي أقنعته السلطات الليبية بأن ابنته متورطة بخطف طائرة إسرائيلية مع الفلسطينيين وهي مطلوبة لإسرائيل، والحل هو ادعاء الوالد بأنه مريض جدًا ويريد رؤية ابنته.
وبالفعل أدخلوا والد هبة إلى المستشفى وقام بالاتصال بها عدة مرات وهي في باريس، إلى أن وافقت على المجيء إلى طرابلس، وما أن هبطت من الطائرة حتى وجدت حولها رجال المخابرات المصرية، واقتادوها إلى طائرة في مطار طرابلس متوجهة إلى القاهرة.
وبعد مرور عدة أشهر على حرب أكتوبر حاول وزير الخارجية الأمريكي حينها التوسط لها عند الرئيس السادات للإفراج عنها إلا أنه أخبره بأنه تم إعدامها وأمر بإعدامها في هذه اللحظة سرا لتنتهي قصتها للأبد.