
في إحدى الليالي، وبينما كانت الساعة تقترب من الثالثة فجرًا، استدعت إحدى العاملات الأمن الخاصة “عم حسن”، أقدم فني تشريح بالمكان، بعد أن لاحظت أمرًا غريبًا داخل الثلاجة رقم (4) الجثة التي أُودعت بها منذ يومين – لشاب عشريني قيل إنه انتحر – كانت تتحرك. ليس جسديًا، ولكن حرارتها لم تنخفض الأمر الذي تسبب في الرعب لكل الموجودين داخل المشرحة.
“حطيناه في الثلاجة من يومين، والجثة لسه دافية!” — قالها عم حسن، ويده ترتجف وهو يتحسس جبين الشاب بقطعة شاش، وكأنه يتأكد من شيء لا يُصدّق.
الأغرب، أن كاميرات المشرحة سجلت حركة خفيفة في القسم الخلفي من الثلاجة ذاتها حيث ظلّ يظهر ثم يختفي فجأة، وكأن شخصًا يتحرك خلف الزجاج المعتم وحين أعادوا تشغيل التسجيل لاحقًا، لم يظهر شيء على الإطلاق.
لكنّ الحادثة التي أغلقت باب الكلام كانت عندما دخل طبيب الامتياز في الصباح التالي لمتابعة الجثة ذاتها، فوجد وجه الشاب وقد تغيّر حيث وجد ابتسامة خفيفة مرسومة على شفتيه.
“ماكانش بيبتسم وهو ميت! أنا متأكد.. دي ابتسامة حد شاف حاجة في اللحظة الأخيرة” هكذا صرخ الطبيب، قبل أن يُصاب بانهيار عصبي ويُنقل خارج المشرحة.
الملف الطبي للشاب لم يكشف إلا عن “سبب الوفاة: اختناق ذاتي” لكن أحد فنيي التشريح طلب عدم ذكر اسمه قال:
“الوَلد ده ما ماتش لوحده في حاجة خدت روحه، ولسه سايبة أثرها هنا”.
حتى اليوم، تُفتح الثلاجة رقم (4) فقط للضرورة القصوى، ويتجنبها العاملون ليلاً وما زالت رائحة خفيفة، كأنها بخور محترق، تتسلل من فجواتها القديمة كل ليلة.