شُخصت حالة الطفل المصري عبد الرحمن طارق بالسرطان وهو عمره لا يتجاوز 20 شهراً، وبدا أن مستقبله سيكون حافلاً بالمصاعب والألم.
والآن وبعد نحو عشر سنوات لجأ الصبي البالغ من العمر 11 عاماً الذي يتماثل للشفاء إلى رقصة التنورة لرفع معنوياته.
ورقصة التنورة طقس صوفي شائع في مصر يدور فيه الراقصون بتنورات واسعة عادة ما تحاك من الصوف لساعات وهم يقفون على نقطة ثابتة.
والرداء، رغم ثقله، مفيد في الحفاظ على التوازن وفي إعطاء أثر حيوي للحركة. والصبي من طنطا بمحافظة الغربية الواقعة إلى الشمال من القاهرة. وبدأ في ممارسة رقصة التنورة في سن صغيرة جداً لكنه لم يتمكن من الرقص بشكل حقيقي إلا بعد أن أنهى جولات العلاج الكيماوي والإشعاعي قبل عام.
معاناة مستمرة
وشفي الصبي من السرطان، لكن المرض قد يعود وما زال يعاني من آلام في جسمه وعضلاته وحمى وضعف عام. لكن الألم لم يثنه عن ملاحقة حلمه. وقال «وأنا صغير كنت باخذ الكيماوي وكان اخواتي يبعثوا لي الفيديوهات بتاعتهم وهم بيتعلموا تنورة صاحبتها وقلت لأخواتي إني عايز أتعلمها قالوا لي لو خفيت بإذن الله نعلمها لك».
وأضاف «كنت قبل ما أتعلم التنورة طول الوقت نايم ما بتحرك مكانش عندي هدف لما اتعلمت التنورة بقى عندي هدف أمشي فيه وتعلمت حاجات كثيره بقى نفسي إني أنا ألف مش ببقى عايز أقعد على السرير بقيت عايز أقوم وأتحرك وأن يبقى عندي طاقة».
وقالت حنان محروس (42 عاماً)، والدة عبد الرحمن، مشيرة إلى حالة ابنها قبل أن يبدأ الرقص إن عبد الرحمن قبل التنورة كان لا يفعل شيئاً. وتضيف إنه عندما كان يطلب منه التحرك يرفض بداعي عدم وجود هدف. وعندما علمه أشقاؤه رقصة التنورة أصبح يحس أن لديه هدفاً، حيث تمكن من الوصول إلى المسرح، وبدأ يحب التمثيل، الأمر الذي شجعه ورفع روحه المعنوية.
وأضافت «عبد الرحمن قدر ينتصر على مرض السرطان من خلال حبه للفن… هذا الحب تحول إلى علاج وأنا أقول إن العلاج يجب أن يكون نفسياً وليس عضوياً. العلاج النفسي مهم جداً في هذه المرحلة».
ويتلقى عبد الرحمن الآن دروساً في رقصة التنورة والتمثيل قدمت له مجاناً من المخرج هيثم حسن الذي يعمل بمسرح صغير في شارع عماد الدين بالقاهرة. ويطمح عبد الرحمن إلى أن يدرس ويتقن الرقصة التقليدية بشكل احترافي.