“الملء الثاني لن يتم” السر وراء عدم استكمال إثيوبيا لبناء السد النهضة

شهور طويلة من التصريحات المهددة والمؤكدة من الجانب الإثيوبي على استكمال بناء سد النهضة وتنفيذ الملء الثاني بغض النظر عن المفاوضات المستمرة مع مصر والسودان، وصرح العديد من الخبراء في الفترة الأخيرة أن إثيوبيا سوف تبدأ في بناء وتعلية الجزء الأوسط في السد خلال شهر مارس وأبريل الماضي لكن إثيوبيا حتى الآن لم تنفيذ هذا فما السر؟

الجانب الإثيوبي أمامه حتى الآن أقل من شهر من أجل استقبال مياه الفيضان التي سوف تأتي مع نهاية شهر مايو الجاري ولذلك تأخر الخطوة تعلية الممر الأوسط تؤثر بالفعل على الملء الثاني لكون أن المياه المتدفقة لم يتم السيطرة عليها أو حجزها لذلك سوف تذهب في طريقها الطبيعي لكل من مصر والسودان، وأن المياه التي ربما سوف يتم احتجازها هي نفس الكمية في الملء الأول أي ما يقارب من 3 أو 4 مليار متر مكعب من المياه.

وأكد الخبير عباس شراقي. أن تعلية الممر الاوسط في هذه الفترة القصيرة شبه مستحيل وأن الملء الثاني لن يتم بالشكل الذي كان مخطط له، وأن إثيوبيا تريد فقط الإعلان عن الملء الثاني لأسباب سياسية وليست فنية من أجل الانتخابات التي سوف تجري بها خلال شهر يونيو القادم.

الخطوة الإثيوبية البعض يعتبرها جاءت بسبب زيارة المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان للمنطقة وأن الأولى لا ترغب في استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الحقيقة ان التهديد المصري والضغوط على إثيوبيا هي السبب، فمصر اتخذت موقف حاسما ضدها وجعلتها تشعر بأن أي خطوة رغم تصريحاتها المستمرة حول الإصرار على الملء الثاني قد تكون مدمرة لكل الأحلام التي تسعى لتنفيذها، فالحكومية الإثيوبية ترغب الآن في التفاوض بشكل بعيد عن وسائل الإعلام فلا تريد أن تظهر بشكل ضعيف أمام شعبها الذي تم شحنه في الشهور الماضية بكونه قادر على مواجهة مصر والسودان وتنفيذ أحلامهم في السيطرة على النيل.

المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان يعتقد البعض أنه جاء يحمل رسائل تهدئة للمنطقة، لكن يرى بعض الخبراء والمحللين أنه جاء من أجل انقاذ إثيوبيا من واقع قد يكون مدمر عليها بسبب الانقسامات الداخلية بالإضافة إلى قدرة مصر والسودان الحقيقة على إنهاء حلم إثيوبيا في استكمال بناء السد، وهذا يأتي أيضا في لحظة لن تستطيع أي من الدول الكبرى أن تحمي إثيوبيا بسبب الاضطربات التي باتت تسيطر على العالم بسبب أزمة كورونا.