كثيرا مانسمع عن قصص واقعيه عن التغيير من حال الى حال ، فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر ،وكل إنسان له مطلق الحريه فى تقرير مصيره ، فهو وحده من يتحمل مسؤليه قراراته ، وعندما نتحدث عن التغيير لن نجد أفضل من هذه القصه التى تعتبر نموذج قوى لكيفيه التغيير ، وتحويل نمط الحياه باأكمله ، وهى قصه الممثله الشهيره ” منى داغر ” وكيف كانت بدايه حياتها وكيف كانت النهايه .
أسمها الحقيقى هو ألين داغر ” وليست منى داغر ، ولكنها أختارت أسم منى ليكون الأسم الفنى لها ، وهى تنتمى لعائله فنيه لها شهره كبيره فى تاريخ الفن المصرى ، حيث والدتها هى المنتجه المشهوره ” أسيا داغر والتى تعتبر من أشهر المنتجين فى تاريخ السينما ، وقد قدمت والدتها عدة أدوار أيضا ولقبت بأم السينما المصريه .
وكانت بدايتها عندما سافرت والدتها الى مصر بصبحة أبنتها ألين داغر وشقيقتها الفنانة مارى كوين ، وأقامت بالأسكندريه مع أبن عمها أسعد داغر الصحفى بجريده الاهرام ، وبدأت منى داغر أولى تجاربهاالفنيه فى السينما وقدمت أول أفلامها من خلال فيلم ” أما جنان ” عام 1944 والفيلم من بطوله أسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى وزينات صدقى ، من تأليف أبو السعود الأبيارى وأخراج هنرى بركات وكانت والدتها أسيا داغر هى منتجه الفيلم .
وكانت منى ” مميزه فى تقديم أدوار الفتاه الشريره والتى أقنعت الجمهور من خلال أدائها فى هذه الأدوار ، وقدمت الكثير من الأعمال السينمائيه وصلت الى 20 فيلم .
وبالرغم من حياتها الفنيه وشهرتها الكبيره ولكن تغيرت حياتها فجأه وكان السر فى التغيير قصه حب كبيره نشأت بينها وبين شاب يدعى ” على منصور “وكان أنجح وأشهر المحامين فى وقتها ، وكانت بدايه التعارف أثناء تصوير فيلمها ” يا ظالمنى ” وأحترم الثنائى عقيدتهما وتعهدوا بأن يبذل كل منهما نفسه فى إسعاد الآخر
حيث كانت منى تعتنق الديانه المسيحيه بينما هو كان يعتنق الدين الأسلامى .
ولكن بعد وقت قصير ، أعتنقت منى داغر الأسلام وأشهرت إسلامها بعد زواج دام لمدة خمس شهور بعدما نال زوجها إعجابها سواء فى الأخلاق أو الإلتزام بالعبادة ، وكانت تؤدى جميع المناسك الأسلاميه بحب وأقتناع تام ، وقررت أن تؤدى مناسك الحج وكانت وقتها حامل وأنجبت أثناء تأديتها فريضة الحج إبنتها الكبرى والتى أطلقت
عليها ” فاطمة الزهراء ” تيمنا منها بأسم فاطمة الزهراء إبنة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم أنجبت ثلاث بنات ، وقررت أعتزال التمثيل نهائيا ، وبسبب هذا القرار دخلت فى حرب شرسه مع والدتها أسيا داغر ، لأنها أرادت حرق جميع أفلامها وأعمالها الفنيه ، ولكن رفضت والدتها الطلب ، بسبب أن هذه الأفلام جزء من تاريخ السينما المصريه .
وكانت من أهم الأحلام التى تراودها دائما طوال حياتها ” أن تدفن فى المدينه المنوره، وبالفعل تحققت أمنيتها عندما كانت تؤدىفريضه الحج وتوفيت هناك ، لتدفت فى البقيع بمقابر الصحابه رضوان الله عليهم ويصلى عليها مالايقل عن 50 الف مصلى داخل المسجد النبوى وكان ذلك فى يوم 6 يونيه عام 2000 عن عمر يناهز 76 عام