“إمبراطور اللقاحات” بالهند في ورطة.. موجة اتهامات تطاله
"إمبراطور اللقاحات" بالهند في ورطة.. موجة اتهامات تطاله
مع غرق الهند في ما وصف بـ “تسونامي” كورونا، توجهت الأنظار إلى أحد أبرز الوجوه وأشهر الأسماء في البلاد، إنه أدار بوناوالا، الملياردير الهندي الملقب بـ “أمير اللقاحات”.
فالشاب الذي تولى العمل من والده سايروس قبل 10 سنوات، خاطفا الأضواء، بعد أن تقاطرت الإشادات بشركته العملاقة (سيروم انستيتيوت) المشاركة في طليعة سباق اللقاحات العالمي، يواجه اليوم سيلا من الانتقادات والاتهامات في ظل اجتياح كورونا بلاده وتسجيل وفيات وإصابات هي الأعلى في العالم.
التبرع بملايين الجرعات
ففي يناير من العام الماضي تبرعت شركته Serum Institute بملايين الجرعات من لقاح أسترازينكا، إلى دول أخرى كجزء من حملة دبلوماسية لمنافسة الصين وإثبات قوة بلاده في مجال الأدوية.
لكن بعد أربعة أشهر، واجه بوناوالا أزمة حقيقية عندما غرقت بلاده في موجة ثانية من الوباء أسفرت عن آلاف الوفيات والإصابات.
تلاعب بالأسعار
في موازاة ذلك، تعرضت شركته لاتهامات جمّة بسبب مزاعم التلاعب في الأسعار وفشلها في تلبية مطالب اللقاحات في الخارج، كما أشعل قراره بالسفر إلى قصره في لندن أثناء الجائحة، موجة غضب، حيث اتهم بالتهرب من مسؤولياته.
في حين أكد بوناوالا في حديث لصحيفة “الفايننشيل تايمز” الإثنين أنه سيعود إلى الهند في الأيام المقبلة، بينما بدأت شركته في توزيع اللقاحات بإطار خطة شراء متدرجة، وسيتم حجز نصف الجرعات للحكومة المركزية، فيما ستكون حكومات الولايات والمستشفيات قادرة على شراء الباقي بأسعار أعلى.
إلى ذلك، تعرض الملياردير الهندي إلى اللوم لعدم تلقي سوى 2% فقط من مواطني بلده اللقاح في حين كان يصدّر الجرعات إلى الخارج.
بوناوالا يلوم الحكومة
في المقابل، رمى “أمير اللقاحات” الكرة في ملعب الحكومة، مشيراً إلى أنها لم تضع أوامر كافية قبل الموجة الثانية، وقال إنه “ضحية” لحملة اللقاح المتعثرة، مشددا على أنه “صانع لقاحات فقط ولا يقرر السياسات”.
في السياق، رأى محللون أن نيودلهي تهربت من الأسئلة حول كيفية تخصيص اللقاحات، وتركت الأمر لبوناوالا لتوضيح دوره باعتباره الحكم الأخير في حالات الطوارئ لسكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
أدار بوناوالا وأمير ويلز تشارلز
ثروته
يشار إلى أن الملياردير الهندي يعيش بين مقر الشركة في منطقة بيون وقصره المطل على الشاطئ في مومباي، والذي تبلغ تكلفته 113 مليون دولار والذي كان ملكاً للمهراجا.
فيما تمتلك زوجته ناتاشا، التي تعمل كمديرة تنفيذية لمعهد Serum Institute، حساباً على Instagram يضم ما يقرب من 600 ألف متابع يعرض صوراً للاحتفالات مع مصمم الأحذية الفاخر كريستيان لوبوتان والسير على السجادة الحمراء في Met Gala.
كورونا غيّر كل شيء
لكن وباء كورونا حطّم تلك الحياة، حيث احتضن بوناوالا الأزمة واستثمر في لقاحات كورونا لإثبات أن شركته يمكنها تلقيح الجماهير بأسعار معقولة، مقارنة بمنافسيها الغربيين.
كما أسس مكتب مبيعات في لندن، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مؤخراً أن معهد سيروم سيستثمر 240 مليون جنيه إسترليني لدعم التجارب والأبحاث وربما التصنيع في المملكة المتحدة.
أدار بوناوالا
إلا أن سمعة الشركة خضعت للتدقيق في الفترة الأخيرة، مع معاناة البلادمن نقص في اللقاحات.
كما كان برنامج كوفكس يتوقع تلقي أكثر من 100 مليون لقاح من شركته بين فبراير ومايو، لكنه لم يتلق سوى 19.8 مليون جرعة.
يذكر أن الهند سجلت منذ بدء الوباء أكثر من 22 مليون حالة بكورونا، منها 246,146 وفاة.