“بعد فشل الملء الثاني” السودان توجه ضربة قاضية ل “آبي أحمد”.
"بعد فشل الملء الثاني" السودان توجه ضربة قاضية ل "آبي أحمد".
تعيش إثيوبيا والسودان حالة متصاعدة من التوتر على الرغم من العلاقات القوية بين البلدين على مدار السنوات الماضية، ولكن أزمة سد النهضة تعتبر بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بين البلدين اللتين تربطهما حدودًا جغرافية قريبة، وبالتالي أي تغيرات أو تحويلات في مياه النيل من أي طرف ستؤثر على الطرف الآخر، ونقصد بكلامنا هنا تحديدًا التأثيرات السلبية لسد النهضة على سد الروصيرص السوداني كما حدث العام الماضي في الملء الأول الذي تسبب في حدوث فيضانات بمدن سودانية عديدة، ولو كان السد لا ضرر به لمصر والسودان فلماذا ستهاجمانه والرؤيا واضحة للجميع بأن مصر لا تعارض التنمية في أي بلد أفريقية وسعت لبناء السدود في تنزانيا وجنوب السودان وغيرها.
تحذير عاجل من الحكومة السودانية:حذرت وزارة الري السودانية مساء أمس من زيادة منسوب المياه في النيل نتيجة للأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، ودعت المواطنيين الذين يسكنون على ضفاف النيل الأزرق بأن يتخذوا كافة الإحتياطات اللازمة، وقالت الوزارة ستكون هناك زيادة تدريجية لمناسيب مياه النيل الأزرق جنوب وشمال خزان الروصيرص وصولًا إلى مدينة الخرطوم، وأشار أحد المسؤولين السودانيين لم يذكر أسمه في تصريح لموقع العربية الإخباري أن المياه قد زاد تدفقها فجأة بعد أن انخفضت بصورة كبيرة خلال الجمعة الماضية ويرجع ذلك إلى عدم تواصل الجانب الإثيوبي مع السودان بشأن تنظيم العمل بين سد النهضة وسد الروصيرص.
ويعتبر سد الروصيرص السوداني هو أقرب سد جغرافيًا لسد النهضة ويفصلهم بضع كيلومترات فقط، وبالتالي عدم التوصل لاتفاق ملزم بشأن أعمال الملء والتشغيل سيؤثر سلبًا على السودان في المستقبل، وأشار ” محمد علام” وزير المياه المصري الأسبق أن الخطر الأكبر على السودان يتمثل في أوقات التشغيل، حيث يمكن أن تتسرب مياه من سد النهضة الإثيوبي وتتسبب في تدمير سد الروصيرص وهذا أكثر ما يقلق الحكومة السودانية، وقال ” علام” أن سد النهضة هدفه إفراغ محزون المياه خلف السد العالي وبالتالي تعاني مصر من نقص المياه وانقطاع الكهرباء ولا يكون لديها أي مخزون مياه خلال سنوات الجفاف التي يكون فيهامستوى الفيضان من متوسط إلى ضعيف.
إجراء قوي من السودان:
لازالت المعارك الحدودية بين إثيوبيا والسودان مشتعلة حول الحدود بين البلدين بسبب سيطرة إثيوبيا على أراضي الفشقة السودانية والتي تبلغ مساحتها ألاف الأفدنة، والفشقة تضم أخصب الأراضي الزراعية على الحدود بين البلدين وبالتالي فإن ذراعتها والاستفادة من محصولها سيعمل على إنعاش اقتصاد السودان الذي يمر بمرحلة حرجة في تاريخه منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، ومن هنا أعلنت السودان عن حكومة ولاية القضارف التي تقع في شرق السودان عن بدء عودة السكان الأصليين السودانيين للفشقة والمزارعين لاعادة زراعة أراضيهم التي تركوها منذ ٢٥ عام، وطبقًا للدكتور ” سليمان على” والي القضارف أن ٢٤٠٠ أسرة سودانية ستسفيد من هذه الأراضي.
وأوضح ” علي” إلى أن هذه ضربة أولى لإثيوبيا وستقوم السودان باستعادة كافة أراضيها التي تبلغ مليون فدان من تحت سيطرة أديس أبابا.
ماذا لو إنهار سد النهضة؟طبقًا لخبير السدود ” محمد حافظ” فإن سد النهضة يمثل خطر وجودي على دولة السودان تحديدًا لأن في حالة انهياره وهو ممتلئ ستختفي السودان من الوجود، وأشار التقرير إلى أن السد تم تغيير اسمه عدة مرات خلال سنوات قليلة وكان يسمى بسد الألفية، سد هيداسي وأيضًا المشروع إكس عندما كان في مراحله السرية، وترجع فكرة بناءه إلى خمسينيات القرن الماضي عندما قام بدراسة وتحديد موقع بناءه المكتب الأمريكي لاستصلاح الأراضي عام ١٩٦٣، وأعاقت التقلبات الإقتصادية إثيوبيا عن بناءه حتى عام ٢٠١١ وهو عام الثورة المصرية.
وقد أجمع الخبراء على خطورة السد بسبب عوامل فنية أهمها وجود الكثير من الكهوف تحت سد النهضة وسد السرج لذلك قاموا بعمل ما يسمى ” حقن” أي وضع أسمنت مع رمل وملء الكهوف بها وكان المفروض أن تنتظر الحكومة الإثيوبية لسنوات حتى تجف المادة الأسمنتية بالكهوف لكنهم تسرعوا إختصارًا للوقت، ويؤكد خبير السودان على أن القرب الجغرافي بين السودان وإثيوبيا يجعلها في مرمي الخطر أمام أي تصدعات في جسد السد الإثيوبي الذي تم تصميمه ليستوعب أكثر من ٧٥ مليار متر مكعب من المياه.
في حوار جديد للسفير محمد حجازي مساعد وزير الهارجية الأسبق أكد على أن الدبلوماسية المصرية تخوض أكبر معركة في تاريخها، ويعتبر ملف سد النهضة من أكثر الملفات تعقيدًا وخطورة خلال الفترة الحالية، كما أشاد بدور وزير الخارجية المصري سامح شكري في الأزمة وتحمله لملف من أخطر الملفات التي واجهت الحكومة المصرية، وأشار ” حجازي” أن إثيوبيا خسرت الكثير من مصالحها مع القاهرة والسودان بسبب تعنتها في الأزمة، حيث أن الأسواق المصرية كانت مفهومه دائمًا الصادرات الإثيوبية، وكان من الممكن أن يكون هناك ربط شبكات كهرباء بين مصر والسودان وإثيوبيا، كذلك خطوط للنقل البري مما سيعطي إثيوبيا منفذ على البحر المتوسط، حيث أنها دولة حبيسة.
جدير بالذكر أن المستثمرين المصريين في تيجراي قد بدأو في رفع قضايا على الحكومة الإثيوبية بسبب الخسائر الفادحة التي سببتها لهم الحرب في إقليم تيجراي ويطالبون بالتعويضات من الحكومة الإثيوبية، كذلك صدرت هاشتاجات على موقع تويتر لمقاطعة المنتجات الإثيوبية التي تستوردها مصر من هناك مثل البن وغيرها من المنتجات التي يمثل استيراد مصر لها ثروة كبيرة للاقتصاد الإثيوبي المنهار بالفعل.