حذرت إثيوبيا، مما وصفتها بالتطورات في منطقة القرن الأفريقي التي “تهدد” أمنها القومي، معتبرة أن الصومال “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصر إرسال مساعدات عسكرية إلى الصومال.
وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانًا، أكدت فيه أنها “تراقب بيقظة التطورات في منطقة القرن الأفريقي التي قد تهدد أمنها القومي”، وعبّرت عن قلقها من تحوّل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال إلى “بعثة باسم ومهمة جديدتين” تحت مسمى بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال، معتبرة أن هذه الأحداث تقود المنطقة إلى “المجهول”.
وأضاف البيان: “لم تؤخذ الدعوات المتكررة من إثيوبيا والدول المساهمة بقوات أخرى على محمل الجد.. إثيوبيا لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ جهات أخرى تدابير لزعزعة استقرار المنطقة”.
وقال البيان إن حكومة الصومال “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.
وعلى الرغم من عدم ذكر اسم القاهرة بشكل مباشر في بيان أديس أبابا، فإن البيان جاء بعد تقرير لوكالة رويترز يشير إلى إرسال مصر مساعدات عسكرية إلى الصومال، الثلاثاء، في خطوة هي الأولى منذ أكثر من 4 عقود.
وتعززت العلاقات بين مصر والصومال هذا العام، بعد أن وقّعت إثيوبيا اتفاقا مبدئيا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال.
ووصفت حكومة مقديشو الاتفاق بأنه “تعدٍ على سيادتها”، وقالت إنها ستعرقله بكل الطرق الممكنة. ونددت مصر بالاتفاق مع أرض الصومال.
ووقعت مصر بروتوكول تعاون عسكري مع مقديشو في وقت سابق من هذا الشهر، وعرضت المشاركة بقوات في بعثة حفظ سلام جديدة في الصومال.
والعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات، لا سيما بسبب سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل، والذي تقول مصر إنه “يهدد” أمنها المائي.
ومصر التي تعتمد على نهر النيل في 97 بالمئة من احتياجاتها المائية، تقول إن السد الذي شرعت إثيوبيا ببنائه في 2011، يمثل “تهديدا وجوديا” لها.
وتوترت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا بعد الاتفاق البحري الذي أبرمته إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند) الانفصالي في الأول من يناير، الذي ينص على تأجير إثيوبيا لمدة 50 عاما 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال، الواقع على خليج عدن.
وتقول سلطات أرض الصومال إنه مقابل السماح لإثيوبيا بالوصول إلى البحر، فإن الأخيرة ستصبح أول دولة تعترف بالمنطقة الانفصالية رسمياً، وهو أمر لم تفعله أي دولة منذ أن أعلنت هذه المنطقة الصغيرة استقلالها من جانب واحد في 1991.
ووصف سفير الصومال في مصر، علي عبدي، شحنة المعدات العسكرية التي أرسلتها مصر إلى الصومال، الأربعاء، بأنها كبيرة، دون مزيد من التفاصيل، وفق فرانس برس.
فقد قال إن مصر “ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب البعثة الأفريقية الحالية”.