في وقت تمسك قوات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة بخيار الحرب، أفادت مصادر “بأن مهندسين عسكريين أتراكا موجودون حالياً بالقرب من مناطق سرت الليبية.
وذكرت المصادر، فجر الأربعاء، أن طائرات مسيرة تركية رصدها الجيش الوطني الليبي، قامت بتصوير عدد من الأماكن القريبة من سرتكما أضافت أن مصر فتحت خط اتصال مباشر مع الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي لمتابعة كافة تطورات الأحداث في إطار الحفاظ على أمنها القومي.معركة كبرى
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، كان أكد الثلاثاء، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة. وقال إن هناك تحركات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا في محيط المدينتين.
من جهته، أعلن مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، أنه يحق لمصر التدخل في ليبيا كونها الشريك الحقيقي في الأمن، مضيفاً أن “الطبيعة الجغرافية لمنطقتي سرت والجفرة تجعل الهجوم عليها يتطلب غطاءً جوياً، وهذا يجعلها عملية معقدة جداً بالنسبة للقوات التركية”.
جاء ذلك، بعدما أكد المتحدث باسم قوات وفصائل الوفاق، العقيد محمد قنونو، تمسكه بالسيطرة على مدينة سرت والجفرة. وقال في تصريحات صحافية إن الوقت حان ليتدفق النفط مجدداً، مشدداً: “حان الوقت للضرب على أيدي العابثين بقوت الليبيين”. كما أضاف: “ماضون إلى مدننا المختطفة وسنبسط سلطة الدولة على كامل ترابها”.
إجازة لمصر
يأتي هذا بعد أن أعلن مجلس النواب الليبي، أنه أجاز لمصر التدخل عسكرياً في ليبيا “لحماية الأمن القومي” للبلدين، مشدداً على أهمية تضافر جهود البلدين من أجل “دحر المُحتل” التركي. وقال البرلمان ومقره طبرق (شرق البلاد) في بيان: “للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أن هناك خطراً داهماً وشيكاً يطال أمن بلدينا”.
يشار إلى أنه في حين تتمسك الوفاق ومن ورائها أنقرة بضرورة انسحاب الجيش التركي من سرت والجفرة، يؤكد الأخير رفضه لهذا الأمر.”
خط أحمر”
إلى ذلك اشترطت تركيا التي انخرطت بعمق في الصراع الليبي منذ توقيع الاتفاق الأمني والبحري مع رئيس حكومة طرابلس في نوفمبر الماضي، أكثر من مرة السيطرة على تلك المدينة الاستراتيجية، من أجل وقف النار والعوة إلى طاولة المفاوضات.
وكانت مصر قد أعلنت أنها لن تتوانى عن التدخل عسكرياً حماية لأمنها القومي. كما وصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سرت بأنها “خط أحمر” ينبغي ألا تتجاوزه قوات الوفاق. ولوح بأن بلاده قد تضطر “للتدخل المباشر” في حال تعرضت المدينة لأي تهديد.
موقع استراتيجي
يذكر أن مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم “داعش” مؤقتاً، تتمتع بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.
وكان الجيش الوطني الليبي سيطر عليها في كانون الثاني/يناير 2020، وتمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.