تركيا تغازل مصر مجددًا.. محاولة بائسة لشق الصف باختراق “مثلث الرعب”
تركيا تغازل مصر مجددًا.. محاولة بائسة لشق الصف باختراق "مثلث الرعب"
يومًا بعد الآخر تتنامي التوترات بالمنطقة وتتصاعد الخلافات، بسبب التصرفات الاستفزازية من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سواء في البحر المتوسط أو على الجانب الليبي.
ونتيجة طبيعية لذلك، تتصاعد حدة الخلافات بين مصر وتركيا، بسبب انتهاكات أنقرة المستمرة في منطقة شرق البحر المتوسط، وزعزعة أمن واستقرار ليبيا بإرسال المرتزقة وإمدادهم بالسلاح، ما شكل تهديدًا صريحًا للأمن القومي المصري عبر حدودها الغربية.
وواجهت مصر تهديدات تركيا بصرامة شديدة، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن سرت والجفرة بمثابة خط أحمر للأمن القومي المصري، وتجاوزهما يشكل تهديدًا واضحًا لمصر، ما يتبعه تدخل الجيش المصري وردع هذا العدوان.
كما أبرمت مصر اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع اليونان، لتعيين وتحديد المناطق الاقتصادية لكلا الدولتين، وذلك لوضع حد لانتهاكات تركيا في البحر المتوسط.
وذلك مع استمرار قطع العلاقات المصرية التركية، وخاصة الدبلوماسية، منذ طرد القاهرة للسفير التركي بها قبل نحو 7 سنوات.
وفي ظل تصاعد حدة الخلافات بين مصر وتركيا، فاجأ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الجميع وكال المديح في القاهرة محاولا مغازلتها والتقرب من الجانب المصري.
تركيا تغازل مصر
في غضون 4 أشهر، غازل وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مصر، للمرة الثانية، كمحاولة للتقرب مع القاهرة.
وقال زير الخارجية التركي، في حديث للتلفزيون المحلي، مساء أمس الأربعاء، إن اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها مصر مع اليونان وقبرص، لا تنتهك فيها تركيا ولم تتعدى على حدودها البحرية.
وأضاف مولود جاويش أوغلو، أن القاهرة احترمت حقوق وحدود أنقرة ولم تتعدى عليها، ولا أريد بخس حقها برغم أن العلاقات السياسية والدبلوماسية معها ليست جيدة.
وعن وضع العلاقات بين مصر وتركيا، قال أوغلو: “لا توجد محادثات دبلوماسية وسياسية بين القاهرة وأنقرة في الوقت الحالي، لكن هناك مباحثات استخباراتية فقط”.
وتابع وزير الخارجية التركي: “أن إبرام مصر تلك الاتفاقيات مع اليونان وقبرص فيما يتعلق بالحدود البحرية، يقتضي بتحسن العلاقات السياسية بينها وبين أنقرة”.
وكانت المرة الأولى التي غازل فيها وزير الخارجية التركي، مصر، في 11 يونيو الماضي، عندما استمال القاهرة للدخول في مفاوضات سياسية مع أنقرة، قائلاً: “الطريقة العقلانية تتوجب التعاون بين مصر وتركيا، وإجراء حوار بين الدولتين من أجل عودة العلاقات بينهما”.
وأضاف أوغلو، حينها، أنه أجرى عدة اتصالات مختلفة مع مصر بتفويض من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وهو بذلك يناقض نفسه، حيث أشار في حديث الأمس أنه لا توجد محادثات بين القاهرة وأنقرة، سوى على المستوى الاستخباراتي فقط، فيما أعلن قبل ثلاثة أشهر أنه أجرى اتصالات مختلفة مع مصر.
شق الصف واختراق “مثلث الرعب”
في 6 أغسطس الماضي، أبرمت مصر واليونان اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وذلك لتعيين المناطق الاقتصادية الخالصة لكل طرف منهما.
ووقع وزيرا خارجية مصر سامح شكري، واليونان نيكوس دندياس، على الاتفاقية المشتركة بين البلدين.
وفي 18 أغسطس، صدق البرلمان المصري، على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان، وأعقبه تصديق البرلمان اليوناني على نفس الاتفاقية، يوم 27 من نفس الشهر.
ومثلت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، ضربة موجعة لأطماع الرئيس التركي في البحر المتوسط، خاصة بعد تعاظم تلك الأطماع عقب الاتفاقية التي أبرمها أردوغان مع حكومة فايز السراج “غير الدستورية”، والتي أعلنت استقالتها أمس الأربعاء.
وأضافت اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث “مصر وقبرص واليونان”، تقاربًا ملحوظًا بينهم وشكلوا صفًا واحدًا بمثابة “مثلث الرعب”، أمام أطماع أردوغان في ثروات البحر المتوسط.
وأمام هذا التقارب الملحوظ، قد تأتي تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، محاولة بائسة للتقارب مع مصر واختراق “مثلث الرعب”، ومن ثم شق صف الثلاثي المتحالف.