اعترف المتهم قذافي فراج عبد العاطي المعروف بـ”سفاح الجيزة”، أمام محكمة جنايات الجيزة في مصر بتفاصيل قيامه بقتل صديقه رضا حميده، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، ودفنه.
قال المتهم إنه كان وصديقه داخل شقة في بولاق الدكرور، ثم “حطيتله السم في المكرونة ومات”. وأضاف طلبت عمال بالأجرة “قولتلهم يكسروا السيراميك عشان اظبط الصرف”، وحفروا عمق متر و80 سم في عرض متر ونصف، ثم أمرتهم بالتوقف وبعدها شيلت القتيل رضا عبداللطيف حميده من الشنطة وردمت جثته برمل وأسمنت، وبعدها “جبت بتاع سيراميك وبلط “وضع السيراميك” عليه”.
وكانت النيابة العامة أحالت قذافي فراج، الشهير بـ”سفاح الجيزة”، إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بقتل زوجته ضمن 4 قضايا اتهم فيها القذافي بالقتل بدوائر الهرم وبولاق الدكرور بالجيزة والمنتزه بالإسكندرية، لمعاقبته فيما نُسب إليه من قتله عمدًا 4 هم زوجته وسيدتان ورجل مع سبق الإصرار خلال عامي 2015 و2017، وإخفائه جثامينهم بدفنها في مقابر أعدها لذلك.
بداية القصة
في عام 2015 قرر قذافي التخلص نهائيا من صديق عمره رضا محمد، الذي يعمل مهندسا في إحدى الدول العربية منذ 20 عاما، حيث كان صديقه الوحيد والأمين على أسراره وجميع ممتلكاته أيضا ويدير تجارته.
استقبل صديقه عند عودته من الخارج كالعادة بمطار القاهرة، ثم اصطحبه إلى منزله لتناول الغداء سويا، ومراجعة بعض الحسابات المالية، وهناك وضع السم في الطعام لينهي حياة صديقه الذي أصبح عائقا أمام حلمه في امتلاك ثروته، وقرر دفنه داخل قبر أعده مسبقا في المنزل.
وفي ثاني أيام الجريمة اكتشفت أسرة المهندس رضا اختفاءه، وسرعان ما بدأت رحلة البحث عنه بقيادة المتهم نفسه الذي كان يرافق الأسرة في كل مكان بحثا عن ابنها.
بعد تلك الجريمة انتحل المتهم هوية صديقه واسمه، وسافر إلى الإسكندرية، وخلال 5 سنوات تزوج باسم صديقه وقتل وسرق بعض زوجاته، بينهن طبيبة حتى سقط في يد الشرطة.
وأقدم المتهم ولإبعاد الشبهة عن اختفائه وتورطه في قتل صديقه أرسل رسالة نصية لشقيق رضا، قال له فيها “إنه تم القبض عليه في مظاهرة بالخطأ ولا يعلم أين مكانه”.
وأضاف أنه وبنفس الطريقة التي تخلص بها من صديق العمر أنهى السفاح حياة زوجته الأولى فاطمة زكريا لخلافات مالية وأسرية، مشيرا إلى أنه أعاد زوجته من منزل والدها بعد مصالحتها، ثم دعاها لتناول العشاء الأخير، وبنفس الخطوات دس لها السم وضربها بآلة حادة على رأسها، ووضع جثمانها في “فريزر” كبير لحين تجهيز قبرها بجوار قبر صديقه المهندس رضا، ثم دفنها بكامل ملابسها.
وكان المتهم متعدد العلاقات النسائية بما لا يتفق مع هيئته وطبيعته الهادئة بحد وصف جميع الضحايا، وبحسب التحقيقات كانت هناك فتاة تدعى نادين تعمل في إحدى المكتبات التي استولى عليها من الصديق رضا بناء على التوكيل العام الذي حصل عليه منه، وكانت تقف عائقا أمام زواجه من شقيقتها، وهددته بفضح أمره أمام أسرتها ما لم يتوقف عن مخططه للزواج من شقيقتها، مضيفا أن المتهم استدرج الفتاة لمنزله وقتلها بنفس الطريقة ودفن جثمانها بجوار جثمان صديقه وزوجته السابقة.
إلى ذلك، أضاف أن المتهم وبنفس طريقته المعتادة اتبع نفس النهج في تضليل أسر الضحايا، وأوهم أسرة نادين أن ابنتهم على علاقة بمخرج سينمائي، وأنها تهوى الفن والتمثيل، وهربت إلى إحدى الدول العربية، ما دفع الأسرة للتكتم على الأمر حتى لم تحرر محضرا بتغيب ابنتهم.
في غضون ذلك انتحل السفاح صفة ضحيته الأولى المهندس رضا في العام 2017، وباع كل أملاكه وعقاراته التي استولى عليها وتوجه إلى الإسكندرية، وهناك واصل ارتكاب جرائمه، حيث استهلها بقتل عاملة بمحل أدوات كهربائية يملكه.
هذا وكان المتهم قد وعد العاملة بالزواج، وحصل منها على مبلغ 45 ألف جنيه قيمة بيع شقة كانت لديها، ومع إلحاحها على إتمام الزواج أو استرجاع أموالها استدرجها لمخزن يملكه بحجة إعطائها أدوات كهربائية بقيمة أموالها، وبنفس طريقته المعتادة نفذ جريمته ودفنها داخل المخزن.
وكشفت التحقيقات مع السفاح أنه تزوج بطبيبة من عائلة ثرية بالإسكندرية منتحلا اسم المهندس رضا أول ضحاياه، وأنجب منها، وحدثت بينهما خلافات وقررا الانفصال، لكنه استغل لاحقا غياب أسرة طليقته، عن المنزل وتنكر مرتديا النقاب وتسلل إلى الشقة وسرق محتوياتها من نقود ومصوغات ذهبية.
في حين، شكت الأسرة في ارتكاب طليق ابنتهم للجريمة وبدأت رحلة البحث عنه باسم المهندس رضا، لكن دون جدوى لكنهم لم يفقدوا الأمل.
وباسم محمد مصطفى، تقدم السفاح لخطبة فتاة تدعى مي وسرعان ما أقنع الأسرة أنه مهندس، وأبرز لهم بطاقة تحقيق شخصية وكارنية عضوية نقابة المهندسين، وتم الزواج سريعا، في شهر أبريل من عام 2019، ثم اختفى بعد سرقة مجوهراتها بحجة أنه في حجر صحي بسبب إصابته بكورونا، وفي هذه الأثناء اكتشفت الزوجة أن شقة الزوجية مستأجرة وليست مملوكة كما ذكر لها، كما اكتشفت أنها مستأجرة باسم المهندس رضا ضحيته الأولى وليست باسمه المزور محمد مصطفى.
فكر المتهم في بيع مسروقات طليقته، فوقع في خطأ كان وراء سقوطه، حيث ذهب إلى صائغ تتعامل معه أسرة زوجته الجديدة، وباع له كمية صغيرة من الذهب ومر الأمر بنجاح، ثم توجه إليه مرة أخرى بباقي الكمية، ما أثار الشك لدى الصائغ، حيث أوهم المتهم أن يترك الذهب لحين تجهيز الأموال، وخلال تلك اللحظة اتصل بطليقة المتهم وأطلعها على الأمر، والتي بدورها أكدت له أنه سرق الذهب، وخلال عودة المتهم في اليوم التالي للحصول على قيمة المسروقات الذهبية وجد الشرطة في انتظاره.