«توت عنخ آمون».. الملك الذهبي قلب المتحف المصري الكبير النابض
«توت عنخ آمون».. الملك الذهبي قلب المتحف المصري الكبير النابض

وسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات تعريفية خاصة بكل قطعة.. وعرض أجنة بنات الملك الذهبي لأول مرة بـ«المتحف الكبير»
يبدأ المقر الجديد للملك الذهبى توت عنخ آمون فى استقبال عشاقه وزائريه بالمتحف المصرى الكبير، بمقتنياته وكنوزه كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته فى 4 نوفمبر 1922، فعلى مدار التاريخ، استقبل مقر الملك الذهبى السابق بالمتحف المصرى فى ميدان التحرير، عشرات الملوك والزعماء ورؤساء الدول والوزارات، حيث حرصوا جميعاً على التعرف على الملك الشاب، الذى يعد علَمَاً من أعلام الحضارة المصرية القديمة التى أذهلت العالم أجمع. تعرض المجموعة الكاملة لمقتنيات وكنوز الفرعون الذهبى، من خلال 107 لوحات عرض، بينها قطع أثرية كانت بمخازن المتحف المصرى بالتحرير، ولم يتم عرضها من قبل، حيث سيكون أول عرض لها بقاعة «توت عنخ آمون» عند افتتاح المتحف الكبير.
وبحسب وزارة السياحة، تم تخصيص قاعتين بمساحة 7500 متر مربع لعرض مقتنيات الفرعون الذهبى، وهى 7 أضعاف مساحة القاعة التى تضم مقتنياته بالمتحف المصرى فى التحرير، تم تزويدها بأحدث وسائل العرض المتحفى من واجهات عرض ذات تحكم بيئى فى درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، بالإضافة إلى وسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات تعريفية خاصة بكل قطعة، وكذلك شاشات عرض توضح سيناريو العرض الخاص بالملك الشاب.
يعد قناع توت عنخ آمون من أهم القطع الأثرية فى العالم، حيث تتجسد فيه عبقرية المصرى القديم فى التشكيل على المعادن والطَّرق والزخرفة، واكتُشف القناع عام 1925، عندما قام هوارد كارتر بفتح تابوت الملك توت عنخ آمون، حتى يقوم بفحص المومياء فى مقبرته بوادى الملوك بالأقصر، كما يعد القناع تحفة فنية نادرة، ويبلغ ارتفاعه 54 سم وعرضه 39.3 سم ووزنه 11 كيلوجراماً، ويتكون من قطعتين من الذهب، تم لصقهما معاً بطريقة «الطَّرق»، ويظهر على القناع ملامح الملك توت عنخ آمون، وهو يرتدى غطاء الرأس «النمس»، ويعلو جبهته الحية التى تمثل الإلهة «واجيت»، وطائر العقاب الذى يمثل الإلهة «نخبت»، ولصق بوجه الملك توت عنخ آمون اللحية المعقوفة، وهى لحية «الإله»، ويوجد أسفل رقبة الملك صدرية ينتهى طرفاها برأس الإله «حورس» على كل كتف، وتتكون من 12 صفاً من الخرز.
أثبت المصرى القديم براعته وحرفيته فى صناعة هذا القناع، من خلال تطعيم شرائط غطاء الرأس والذيل من الزجاج الأزرق الذى يقلد «اللازورد»، وأيضاً الحواجب وخطوط تجميل الوجه، وبياض العين الذى صنع من حجر «الكوارتز»، وسواد العين الذى صنع من حجر «الأوبسيديان»، بينما كانت اللحية مضفورة من الزجاج الملون فى إطار من الذهب، وتم تظليلها باللون الغامق، أما الصدرية فقد طُعمت بالأحجار نصف الكريمة، مثل «اللازورد والياسبار والكارنيليان والأوبسيديان».
وينتظر العالم عرض جنينَى ابنتى الملك توت عنخ آمون المحنطتين فى تابوتيهما الذهبيين خلال افتتاح المتحف المصرى الكبير اليوم السبت، حيث سيُعرضان لأول مرة منذ اكتشافهما، وهما يحملان أسراراً لم تُكشف من قبل عن أسرة الملك الذهبى.
ففى عام 1922، اكتشف عالم الآثار الإنجليزى هوارد كارتر مومياوين صغيرتين داخل تابوتين فى مقبرة «الملك توت» بوادى الملوك فى الأقصر، ووجدهما محنطتين بطرق دقيقة، الأولى جنين طفلة صغيرة فى الشهر الخامس من الحمل، والثانى جنين طفلة فى الشهر السابع، كما أظهرتهما الدراسات الحديثة باستخدام الأشعة المقطعية والتصوير ثلاثى الأبعاد، وكان الغرض من دراسة التصوير المقطعى المحوسب لابنتى الملك المحنطتين المولودتين ميتتين هو تقدير أعمارهما عند التحنيط، وتقييم طريقة التحنيط، والتحقيق فى التشوهات الخلقية المزعومة للمومياء الأكبر.
«عبدالبصير»: الزائر سيحصل على رحلة بصرية وسردية لحياته من الطفولة إلى العرش
بدوره، قال الدكتور الحسين عبدالبصير، المشرف العام السابق على مشروع المتحف الكبير، لـ«الوطن»، إنّ المجموعة الأثرية للملك توت من أهم القطع الأثرية الموجودة فى المتحف الكبير، لافتاً إلى تخصيص قاعتين داخل المتحف لعرض كنوز الملك، وسيحصل الزائر على رحلة بصرية وسردية لحياة الملك الشاب منذ طفولته وجلوسه على العرش إلى موكب جنازته ورحلته الأبدية نحو الخلود، وذلك عبر تصميم علمى دقيق وإضاءة ذكية وتقنيات عرض تُجسد وتحاكى المقبرة الأصلية.




