حرب الاستقلال بين بريطانيا وأميركا سببها الشاي

اعداد/جمال حلمي

الحكومة البريطانية تعتبر المستعمرات الأمريكية إحدى أثمن ممتلكاتها وأكثرها مصدراً للموارد والقوة.

ومن أجل زيادة مواردها فرضت الحكومة البريطانية ضريبة مقدارها 3% على الشاي الوارد إلى المستعمرات الأمريكية، فثارت ثائرة التجار في المستعمرات، وكلهم من اليهود وكلهم من الماسون. وكانت هذه هي الخطوة الأخيرة في الطريق نحو الثورة بعد صراع طويل بين الحكم البريطاني وقادة المستعمرات وتجارها، سبقتها خطوات في الطريق نفسه ففي سنة 1765م احتشد مجموعة من تجار فيلادلفيا Philadelphia في مقر حكم المستعمرة ووقعوا وثيقة رفض الضرائب التي تفرضها الحكومة البريطانية، وكان أول الموقعين على الوثيقة اليهودي ماتیاس بوش Mathias Bush رئيس رابطة يهود فلادلفيا Mikve Israel Congregation وفـي سـنـة 1772م هـاجم اثنـان مـن الماسـون، وهمـا اليـهـودي أبراهـام ويبـل Abraham Wipple والماسوني جون براون John Brown، سفينة شحن بريطانية وأحرقوها في نيوبورت New Port، وهي ميناء مستعمرة رود إيلاند Road Island.

ثم جاءت زيادة الضريبة على الشاي لتكون ذريعة إشعال الثورة التي تولى قدح شرارتها وتدبير حوادثها الأولى محفل القديس أندرو الماسوني St. Andrew Lodge في بوسطن Boston.

بعد زيادة الضريبة تنكر مجموعة من الماسـون مـن محفل القديس أندرو في بوسطن في زي العمال الهنود، وكان يقودهم الماسوني باول ريفير Paul Revere اليهود والماسون في الثورات والدساتير واليهودي الماسوني صمويل آدم Samuel Adam، والماسوني جون هانكوك John Hancock، واليهودي الماسوني جوزيف وارین Joseph Warren، ثم هاجموا في ليلة السادس عشر من ديسمبر سنة 1773م ثلاث سفن شحن بريطانية في ميناء بوسطن وألقوا بحمولتها من الشاي في المحيط.

فهذه هي حفلة شاي بوسطن Boston Tea Party التي تقرأ في الصحف وتسمع في الشاشات التي يستوطنها رعاة البقر أنها شرارة الثورة الأمريكية وبداية حرب الاستقلال الأمريكي! واعترافاً بفضل من قدحوا شرارة الثورة والاستقلال أصبح باول ريفير في السنة نفسها الأستاذ الأعظم لمحفل ماستشوستس Massachusts.

أما جوزيف وارين فقد أقيم له تمثال ونصب تذكاري في محفل الملك سليمان King Solomon Lodge سنة 1794م. ولم تصل أنباء حفلة شاي بوسطن إلى بريطانيا إلا بعد بضعة أشهر، فأعلن برلمانها ماستشوستس مستعمرة متمردة وفي حالة عصيان، ومن ثم تم تجهيز قوات بحرية وقوات برية محمولة على السفن لتأديبها وإنهاء العصيان.

وفي الخامس من سبتمبر سنة 1774م اجتمع كونجرس المستعمرات الأمريكية المتحالفة في فيلادلفيا واتخذ قراراً بوضع خطة لمواجهة البريطانيين، وفي فبراير سنة 1775م قرر الكونجرس إعلان المقاومة المسلحة لحكومة المستعمرات البريطانية والقوات التي أرسلتها بريطانيا لدعمها.

والكونجرس الذي اتخذ قرار تصعيد المواجهة مع البريطان وتحويلها إلى قتال من أجل الاستقلال كان يرأسه بيتون راندولف Peyton Randolph، وبيتون راندولف هو الأستاذ الأعظم لمحفل فرجينيا الماسوني Virginia Lodge.
وفي العاشر من مايو سنة 1775م قرر كونجرس المستعمرات الأمريكية برئاسة بیتون راندولف دمج قوات المستعمرات كلها وتكوين جيش موحد منها، واختير جورج واشنطن لقيادة هذا الجيش الموحد، وكان سبب اختياره ثقة راندولف به وتزكيته له لأن واشنطن ماسوني من درجة أستاذ Master في محفل فرجينيا نفسه الذي هو رئيسه وأستاذه الأعظم!