“حلم آبي أحمد ينهار”. . مصر تستعد لـ”الضربة القاضية” إلى “سد النهضة”
"حلم آبي أحمد ينهار". . مصر تستعد لـ"الضربة القاضية" إلى "سد النهضة"
بدأت تظهر تدريجيا الصورة الكبرى في منطقة القرن الإفريقي مع انخراط السياسة الخارجية المصرية في تلك المنطقة المتشابكة المصالح، حيث اتضح أن إثيوبيا لا تستند بقوة على دعم عسكري من حليفها في أسمرة آسياس أفقورى، بل لديهما مخططات أبعد من تيجراي بعد أن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا المفتي، عن عزم بلاده إنشاء قواعد عسكرية في البحر الأحمر، وبالتالي تصبح إريتريا المستضيف المحتمل لتلك القاعدة التي ستهدد الملاحة في البحر الأحمر لابتزاز مصر من جبهتين قناة السويس ومياه نهر النيل.
وكشفت قناة ” إيري سات” ، المعارضة للنظام الإريتري عن مفاجآت كبرى عن تحالف آبي أحمد وآسياس افقوري في شرق إفريقيا، مزيحة النقاب عن اجتماعات مكثفة بين مسؤولين إثيوبيين وإريتريين لاحكام خطة إشعال دولة السودان عبر دعم المتمردين في المناطق الحدودية والتواصل مع العناصر الموالية للنظام المخلوع عمر البشير، ومن ثم الانقضاض على منطقة الفشقة التي استعداها الجيش السوداني خلال الشهور الماضية، ووضع الحكومة الانتقالية في الخرطوم بين كماشة إثيوبيا وإريتريا من الشرق تمهيدا للهيمنة على القرن الإفريقي ووضع المجتمع الدولي أمام تحالف عسكري يمسك بزمام الأمور.
ويعتقد الخبراء أن ماكشفه تقرير ” إيري سات” يتفق تماما مع قاله وزير الدفاع الإثيوبي السابق سيي أبرهه هاجوس منذ أيام، والتي قال فيها إن أبي أحمد دعا الديكتاتور الإريتري أسياس أفورقي لإحداث الفوضى في تيجراي في صفقة بنودها غير علنية، مضيفا أن التحالف الإثيوبي- الإريتري تسبب في تسميم العلاقات الإثيوبية السودانية من خلال جعل أديس أبابا وأسمرة في مواءمة بشأن النزاع الحدودي السوداني والجدل الدائر حول سد النهضة الإثيوبي، كما طالب هاجوس المجتمع الدولي بالوقوف أمام تحالف آفقوري وآبي أحمد، واستخدام كل القوة الممكنة قبل تمكنهما من تحقيق اطماعهما.
في الأثناء، سارعت الحكومة الإثيوبية إلى نفي ماقالته جبهة تحرير أورومو أول أمس عن تورط القوات الإريترية في أعمال عنف وانتهاكات بحق المدنيين في إقليمي أورومو وبني شنقول جوميز، حيث قال عفان أورومو ، المتحدث باسم حكومة أوروميا الإقليمية، في مقابلة مع بي بي سي: ” لم تنشر حكومة أوروميا قوة إريترية واحدة في المنطقة” ، مضيفا أن ” المزاعم بعيدة عن الواقع على الأرض” .
وأكد أن بيانه يتعلق بمنطقة أوروميا وليس بقية البلاد، حيث تنتشر قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وقوات أوروميا الخاصة، وشرطة أوروميا، والشرطة الفيدرالية وميليشيات أوروميا فقط.لكن تأكيدات المسؤول الإثيوبي كذبتها شبكة ” بي بي سي” البريطانية في نفس التقرير بالحديث إلى السكان المحليين، أباي تشومان وريدا، أحد سكان منطقة هورو جودورو، أكد لـ” بي بي سي” إن ” القوات المسلحة التي كانت ترتدي زي قوة الدفاع الوطني وتتحدث لغة التغرينية، إنهم يضربون المدنيين ويحتجزونهم بشكل عشوائي ويرتكبون السطو بطريقة لم يسبق لها مثيل” ، وقال شاهد العيان ” لابد أنهم جنود إريتريون” يتمركزون في القاعدة العسكرية المعروفة باسم المعسكر الرابع في منطقة هورو جودورو، أباي تشومين ، موقع محدد لمصنع السكر في فينشا.
ويرجح الخبراء أن مخاوف السودان من تداعيات تحالف رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد والزعيم الاريتري آسياس أفقوري دفعت الخرطوم للجوء إلى مصر خلال الشهور الأخيرة والتلويح بورقة المناورات العسكرية والتدريبات الموسعة لوضع أفقوري وآبي أحمد أمام التدخل المصري المحتمل، باعتبار أن السودان عمق استراتيجي لمصر والعكس صحيح، في الوقت نفسه أظهر الجيش المصري دراية بما يجري حاليا في القرن الإفريقي من خلال ابرام اتفاقيات تعاون عسكري مع جيران إثيوبيا لارسال رسالة ضمنية مفادها: ” ندرك ماتريدون وسنكون بالمرصاد وفي الموعد” .
ومن المعروف أن علاقات الرئيس الإرتيري مع إثيوبيا لم تكن في أفضل حالها في الماضي، حيث كان يتودد إلى مصر لمواجهة تهديدات إثيوبيا قبل وصول آبي أحمد إلى الحكم عام 2018، لكن توقيع اتفاقية السلام بوساطة المملكة العربية السعودية خلق تفاهمات وصفقات سرية بين أفقوري وآبي أحمد للحصول على مزيد من المكاسب الاقتصادية للاستثمارات الأجنبية في القرن الإفريقي عبر تهديد مصالح الدول المحيطة بسلاح المياه من جانب وإثارة القلاقل عبر دعم جماعات متمردة عقب تقليم أظافر جبهة تحرير تيجراي أواخر العام الماضي، رغم الدعوات الدولية لانسحاب القوات الإريترية من إقليم تيجراي بعد التقارير التي تحدثت عن جرائم حرب بحق المدنيين.