حماس : ندرس رد إسرائيل على مقترح بشأن الهدنة في غزة
حماس : ندرس رد إسرائيل على مقترح بشأن الهدنة في غزة
أعلنت حركة حماس السبت أنّها “تدرس” ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين بالقطاع، غداة وصول وفد مصري إلى إسرائيل في محاولة لاستئناف المفاوضات المتعثرة.
وفي الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من مئتي يوم، استهدف الجيش مدينة رفح المكتظة بالسكان، في أقصى جنوب القطاع عند الحدود المغلقة مع مصر خلال الليل بثلاث غارات جوية على الأقل، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
أعلنت وزارة الصحة السبت أنه “خلال 24 ساعة حتى صباح السبت، وصل 32 شهيدا و69 إصابة إلى المستشفيات” جراء الضربات الإسرائيلية.
وعلى مسار مساعي الهدنة، قال نائب رئيس حماس في قطاع غزّة خليل الحية في بيان “تسلّمت حركة حماس اليوم ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسطاء المصري والقطري في الثالث عشر من أبريل. وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح، وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها”.
في 13 أبريل، سلمت حماس ردّها على مقترح إسرائيلي، مشدّدة على “التمسّك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثّل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزّة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.
في المقابل، ترفض إسرائيل وقفًا دائمًا للنار وانسحابًا كاملًا لقوّاتها من غزّة، فيما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عزمه على اجتياح رفح التي يقول إنها آخر معاقل حماس. لكن المدينة تضم اليوم نحو 1,5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون يتدبرون أمورهم كيفما اتفق بلا ماء ولا كهرباء.
ولم تُكشف تفاصيل الردّ الإسرائيلي على مقترح الهدنة، لكنّ الصحافة الإسرائيليّة تحدّثت في وقت سابق هذا الأسبوع عن الإفراج في البداية عن 20 رهينة يُعتبرون حالات “إنسانيّة”.
يأتي ذلك في وقت وصل وفد مصري الجمعة إلى إسرائيل بحسب قناة “القاهرة الإخباريّة” القريبة من الاستخبارات المصريّة والتي نقلت عن مصدر “رفيع” المستوى قوله إنّ الوفد “يضمّ مجموعة من المختصّين بالملفّ الفلسطيني، لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة”.
وذكرت القناة أنّ “هناك تقدّمًا ملحوظًا في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة”.
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيليّة، يُتوقّع أن يحاول الوفد المصري إحياء المفاوضات المتوقّفة منذ أسابيع.
وستكون الحرب بين إسرائيل وحماس أيضًا محور محادثات في الرياض بين كبار الدبلوماسيّين العرب والأوروبيين بينهم وزيرا خارجيّة ألمانيا وفرنسا في إطار الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يبدأ الأحد.
ومن المقرر أن تعقد الاثنين جلسة تتمحور على حرب غزة على أن يشارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومنسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ.
– “تعبنا” –
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضدّ إسرائيل أدّى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.
وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزّة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
ردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل تدمير حماس وأسفرت الحرب المدمرة في قطاع غزّة عن مقتل 34388 شخصا، معظمهم مدنيّون وجلهم من النساء والأطفال، حسب حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن طائراته قصفت أكثر من 25 هدفا خلال اليوم السابق في قطاع غزة.
وبعد ستة أشهر ونصف من القصف الجوي والمدفعي والقتال البري، تحول قطاع غزة إلى ساحة دمار حيث تقدر الأمم المتحدة حجم الحطام والأنقاض التي تتطلب إزالتها بنحو 37 مليون طن.
ويحذر برنامج الأغذية العالمي من أن المجاعة تشكل “تهديدا حقيقيا وخطرا” في غزة.
وفي بلدة خان يونس بجنوب القطاع حيث اندلع قتال عنيف في فبراير، قال بعض السكان إنهم يفضلون العودة للعيش بين الأنقاض.
وقال عبد القادر محمد قويدر “تعبنا من التشرد، سبعة أشهر ونحن مشردون، ومن البهدلة في المخيمات، فأصرينا نرجع إلى مكاننا… ونقعد في خيمة على أنقاض بيتنا”.
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إن الوكالة تمثل “العمود الفقري للعمليات الإنسانية” في غزة. لكن تمويلها تراجع بعدما اتهمت إسرائيل في يناير الماضي عددا من موظفيها بالضلوع في هجوم حماس.
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أنها حفظت خمسة ملفات أو علقت النظر فيها من أصل 19 تستهدف موظفي الأونروا.
وتسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في اندلاع أعمال عنف عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وقتل ثلاثة أشخاص، بينهم مقاتلان من حزب الله، جراء ضربات إسرائيلية استهدفت ليلاً بلدات عدة في جنوب لبنان، وفق ما أورد الحزب والوكالة الوطنية للاعلام الرسمية السبت.