خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله
خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله
اعداد/جمال حلمي
الولايات المتحدة تجهز خطة شاملة فيها العديد من البنود وتتدخل بتنفيذها أطراف دولية ومن شأن هذه الخطة أن تقود الى إنهاء الاقتتال بين الجانبين
تأمل إدارة بايدن أن تعلن خلال الأسابيع المقبلة مع حلفائها، فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، عن تفاهمات جديدة من شأنها وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله واستعادة الهدوء على الحدود الشمالية،وذلك وفقا لما أفاد به مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على الأمر خلال حديثهم مع موقع “والا”.
ومن الأهداف الرئيسية لادارة بايدن منذ السابع من أكتوبر، هو منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ومنع انتشار الأزمة في غزة الى دول أخرى في الشرق الأوسط،وأوكل بايدن الملف الإسرائيلي اللبناني إلى مستشاره المقرب عاموس هوخشتين الذي أدار المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن اتفاق الحدود البحرية الموقع في كتوبر 2022.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن الولايات المتحدة تأمل أن تؤدي صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس إلى تهدئة القتال في غزة وتسهيل تحقيق الهدوء على الحدود الشمالية، لكنها تستعد للإعلان عن التفاهمات الجديدة بين إسرائيل ولبنان حتى لو لم يحدث ذلك.
وزار مندوب الرئيس الأمريكي هوخشتين إسرائيل يوم الأحد واجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بيني غانتس لمناقشة اقتراحه بشأن التفاهمات الجديدة على طول الحدود.
وترتكز خطة إدارة بايدن الجديدة على نموذج تفاهمات “عناقيد الغضب” بين إسرائيل وحزب الله التي أعلنتها الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية من أجل إنهاء العملية الإسرائيلية في لبنان عام 1996.
وأشارت المصادر إلى أن التفاهمات الجديدة لن يتم التوقيع عليها رسمياً من قبل الطرفين، لكن الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأربع ستنشر بياناً يوضح بالتفصيل الالتزامات التي تعهد بها كل طرف. كما ستعلن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا عن حزمة من المزايا الاقتصادية للبنان من أجل إعطاء حافز لحزب الله للموافقة على التفاهمات وتقديم إنجاز للجمهور اللبناني.
وبحسب المصادر فإن التفاهمات ستركز على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية. لأن كلا الجانبين لن يكون كذلك. وبما أن الطرفين لن يكونا ملزمين بالامتثال لكل مواد القرار 1701، فسيكون من الممكن تنفيذ التفاهمات الجديدة حتى لو لم يكن هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة، كما طالب حزب الله.
وذكرت المصادر أن التفاهمات الجديدة ستتضمن التزام الجانبين بوقف تبادل إطلاق النار الذي تشهده المنطقة الحدودية منذ 7 أكتوبر. وذكرت المصادر أنه في إطار التفاهمات، لن يطلب من حزب الله سحب قواته شمال نهر الليطاني كما يتطلب القرار 1701، ولكن فقط إلى مسافة 8-10 كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وذكرت المصادر أن التفاهمات سترتكز على مبدأ “تجميد الوضع” – فلن يكون حزب الله ملتزما بسحب قواته من الأماكن التي تتواجد فيها الآن، بل سيقوم بإعادتها إلى المواقع التي كانت فيها بالقرب من الحدود. الحدود قبل 7 أكتوبر. وفي إطار التفاهمات، فإن الذين سينتشرون على طول الحدود مع إسرائيل هم من 10 إلى 12 ألف جندي لبناني.
وذكرت المصادر أنه في إطار التفاهمات سيُطلب من إسرائيل أن تتخذ خطواتها الخاصة. طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف تحليق الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في المجال الجوي اللبناني. ولم ترفض إسرائيل هذا الطلب. سيُطلب من إسرائيل الالتزام بسحب بعض القوات التي كانت تركزها على الحدود خلال الأشهر الأربعة الماضية – معظمها من قوات الاحتياط.
خلال شهر يناير ، كانت إدارة بايدن تخشى بشدة من التدهور إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وناقش بايدن القضية مع نتنياهو، كما ناقشها وزير الدفاع أوستن وخوشتين نفسه مع غالانت.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن الرسالة الأمريكية لإسرائيل هي أن أي تحرك إسرائيلي سينظر إليه حزب الله على أنه حرب “يوم القيامة”وأن التنظيم سيحشد جميع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا لمساعدتها في قتال إسرائيل.
وقال الأمريكيون لإسرائيل إنهم لا يقللون من قدرات الجيش الإسرائيلي على إلحاق أضرار جسيمة بلبنان، لكنهم يعتقدون أن القيام بمثل هذه الخطوة سيكون خطأ استراتيجيا.
وقال اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين إن إسرائيل لا تنوي البدء بتحرك عسكري واسع النطاق ضد حزب الله في يناير/كانون الثاني، لكنها تشعر بالقلق من أن حزب الله كان يخطط لهجوم واسع النطاق من جانبه. استغرق الأمر بعض الوقت حتى تمكن وزير الأمن غالانت من إقناع هوخشتين بأن إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن الولايات المتحدة تعتقد أن حزب الله يقلل من خطورة الوضع على الحدود الشمالية وخطر نشوب حرب شاملة مع إسرائيل. وقد نقل نصر الله رسائل إلى الولايات المتحدة عبر وسطاء، وذكر فيها أنه يعلم أن الولايات المتحدة تسيطر على إسرائيل وتستطيع أن تمنعها من خوض الحرب ضد لبنان. وقد أوضحت الولايات المتحدة لنصر الله عبر وسطاء أن الأمر ليس كذلك. ونقل قائد الجيش اللبناني جوزيف عون ومسؤولون لبنانيون آخرون رسائل إلى حزب الله مفادها أنهم يبالغون في تقدير قدرة الولايات المتحدة على إيقاف إسرائيل وحذروا التنظيم من سوء التقدير.
وذكر مسؤولون إسرائيليون كبار أن المخاوف من التصعيد على الحدود الشمالية تراجعت في الأيام الأخيرة، وكان وزير الدفاع الأمريكي قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة أدارت الأزمة بناء على “أفكار ديبلوماسية خاصة”.
وذكرت المصادر أن المرحلة الثانية من التفاهمات قد تشمل مفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية، لتسوية بعض الخلافات المتعلقة بالحدود البرية بين البلدين. وقد وافقت إسرائيل ولبنان من حيث المبدأ على مثل هذه المفاوضات، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا بعد تهدئة الأوضاع على الحدود الشمالية.