تحدث خبير المياه المصري نادر نور الدين، عن الحلول المتوفرة لدى مصر للتغلب على أزمة المياه بعد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول معاناة البلاد.
وأكد خبير المياه المصري نادر نور الدين، أن مصر تعاني من شح مائي عميق بخلاف تداعيات سد النهضة الإثيوبي يقدر بنقص نحو 42 مليار متر مكعب تحت حد الفقر المائي أدى إلى فجوة غذائية عميقة.
وأوضح أن مصر تستورد 65% من أغذيتها الأساسية من القمح وزيوت الطعام والفول والعدس والذرة الصفراء للأعلاف واللحوم والزبدة والسكر وبذور فول الصويا وتقدر كمياتها باستيراد نحو 42 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية على صورة أغذية، وهي نسبة العجز المائي المصري.
وتابع: “ولا يتجاوز نصيب الفرد في مصر من المياه 600 متر مكعب سنويا ويفترض ألا يقل عن ألف متر مكعب سنويا وهو مستوى الفقر المائي”.
وأشار إلى أن مصر وضعت خطة للتعامل مع الفقر المائي خلال ثلاثة محاور وهي تنمية مواردها المائية، ومنع الإهدار وإيقاف فقدان المياه، وترشيد استخدامات المياه بتعديل سياستها الزراعية حيث يستهلك القطاع الزراعي نحو 80% من إجمالي مواردها الكلية من المياه بما يقدر بنحو 62 مليار متر مكعب، ومياه الشرب والمحليات 10% ثم الصناعة والحفاظ على البيئة والتشجير والحدائق 10%.
وتابع: “ففي مجال تنمية الموارد المائية دخلت مصر معترك تحلية مياه البحر رغم أنه مخصص للدول الغنية والبترولية فقط وأنتجت هذا العام نحو مليار متر مكعب ومستهدف الوصول إلى 3 ثم إلى 5 مليارات في عامى 2030 و 2050.
وأكد نور الدين أنه في نفس المحور قامت بمعالجة نحو 5 مليارات متر مكعب من مياه المخلفات كما قامت بإعادة استخدام نحو 15 مليار متر مكعب من مياه المصارف الزراعية بعد خلطها وتخفيفها بمياه الترع العذبة، وفي محور منع الإهدار قامت مصر بتبطين نحو 6 آلاف كم من إجمالي 30 ألف كم من الترع المسامية الطميية بالاسمنت لغلق هذه المسام ومنع إهدار المياه بما وفر لمصر نحو 7 مليارات متر مكعب من المياه، ومستهدف الوصول إلى 10-12 مليار بعد الانتهاء من تبطين الجزء الأكبر من الترع.
وأشار خبير المياه المصري إلى أنه في مجال الترشيد غيرت مصر العديد من نظم الري السطحي بالغمر المهدر للمياه وتحولت إلى الري المقنن بالبيفوت والتنقيط في نحو 3 ملايين فدان من إجمالي نحو 10 ملايين فدان، وجار تعميم الري المقنن في باقي الأراضي الزراعية، كما قامت بتقليص مساحات الزراعات عالية الاستهلاك من المياه بتخفيض مساحات زراعات الأرز إلى النصف وبالمثل زراعات قصب السكر والموز ونباتات الأوراق العريضة عالية الفقد للمياه، وقامت بتعميم زراعات بنجر السكر كبديل للقصب ومنعت أي توسع في زراعات القصب.
ووفقا له قامت مصر أيضا بإنشاء نحو 100 ألف صوبة زراعية كبيرة لترشيد استخدامات المياه حيث تستهلك الصوبات الزراعية نحو 20% فقط مما تستهلكه نفس المساحة من الزراعات في الحقول المفتوحة وتعطى أربعة أضعاف المحصول بما يحقق فائدة مزدوجة بإنتاج غذاء أكثر من مياه أقل، وجار حاليا تقليص مساحات زراعات الخضروات في الحقول المفتوحة والاعتماد على إنتاج الخضروات من الصوبات وزراعة مساحات الخضروات المفتوحة التي انتقلت للصوبات بالحاصلات الاستراتيجية التي تستوردها مصر خاصة القمح والذرة وزيوت الطعام والبقول.
وأكد في النهاية أن هذه الأمور مجتمعة زادت نصيب الفرد من المياه من 600 متر مكعب في السنة إلى 800 متر مكعب، وجار التوسع في اكتشافات المياه الجوفية في الصحاري المصرية.