خطة بايدن الشيطانية لهدم مصر والسعودية لصالح إسرائيل
خطة بايدن الشيطانية لهدم مصر والسعودية لصالح إسرائيل
تطورات سياسية كثيرة حدثت الفترة القليلة الماضية، بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، ومصر والسعودية من جهة أخرى، مما عزز التنبؤ بحدوث تغيرات في العلاقات خلال الفترة القادمة، بهدف إضعاف أكبر دولتين في العالم العربي والإسلامي، لصالح إسرائيل وإيران والجماعات المتطرفة الموالية جميعا لواشنطن.
تغيير قواعد اللعبة بين السعودية والمملكة
أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، نسخة رفعت عنها السرية من تقرير المخابرات الأمريكية عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وفرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على قوات التدخل السريع السعودية والنائب السابق لرئاسة الاستخبارات العامة بزعم دورهم في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الوزارة فرضت قيودا على تأشيرات دخول 76 سعوديا، كما قال مكتب مدير المخابرات الأمريكية في التقرير الذي تم نشره على موقع الإدارة «نحن نرى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق في 2018 على عملية في إسطنبول بتركيا للقبض على الصحفي جمال خاشقجي أو قتله».
بدوره صعد الرئيس الأمريكي جو بايدن من لهجت تجاه السعودية على خلفية التقرير الذي نشرته الاستخبارات الأمريكية بشأن قضية اغتيال جمال خاشقجي، كما صرح بايدن بأنه قال للملك سلمان، إن واشنطن ستحاسب المملكة على انتهاكات حقوق الإنسان.وأضاف بايدن: «نحن بصدد تحميل السعودية المسئولية عن انتهاكات حقوق الإنسان»، مؤكدا على أن القواعد مع المملكة العربية السعودية تغيرت».
المملكة العربية السعودية أصدرت بيانا، ردا على تقرير استخبارات الولايات المتحدة الخاص بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، أكدت فيه أن «حكومة المملكة ترفض رفضا قاطعا ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أكدت أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة.
مصر والولايات المتحدة
أما بالنسبة إلى مصر فقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: «تحدثت اليوم مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، مصالحنا الأمنية المشتركة يجب أن تتماشى مع احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن ضمنها مجتمع مدني قوي». وكان وزير الخارجية الأمريكي قد أجرى اتصالا بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري سامح شكرى، حيث شددا على أهمية الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر خاصة في مجال الأمن والتعاون الجاري في مكافحة الإرهاب، كما تبادلا الآراء بشأن قضايا إقليمية.
علاقات مستمرة
ويقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه رغم ما حدث بين أمريكا والولايات المتحدة الأمريكية فإن العلاقات الاستراتيجية بينهما سوف تظل مستمرة، وستظل الولايات المتحدة تدافع عن السعودية ضد أي هجمات تتعرض لها من الخارج، مشيرا إلى أن التقرير الذي قامت المخابرات الأمريكية به عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي كان موجودا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدا على أن التقرير لا يتضمن اتهاما صريحا لشخص معين. مشيرا إلى أن النتيجة المباشرة الوحيدة لهذا التقرير هو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لن يمكنه القيام بزيارة رسمية للولايات المتحدة خلال السنوات الأربعة القادمة، لافتا إلى أن المملكة اتخذت خطوات تدل على أنها تفهمت الرسالة وأنها تتصرف في إطارها، وفي نفس الوقت هي متمسكة بالشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة علاقة راسخة وهي ليست علاقة بين نظامين ولكنها علاقة بين دولتين، بينهما علاقات واهتمامات ومصالح مشتركة في المنطقة والعالم الإسلامي، موضحا أن إثارة ملف حقوق الإنسان ليست مسألة جديدة من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مصر تعودت خلال العقود الأربعة الماضية على ذلك من الولايات المتحدة، مؤكدا على أنه رغم ذلك ستظل العلاقات بين البلدين مستمرة وقوية لصالح البلدين، لافتا إلى أن الأيام القادمة ستكشف كيف ستوازن الولايات المتحدة بين مصالحها وقيمها المتمثلة في الحريات العامة وحقوق الإنسان.
التنسيق ضرورة
ويقول السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، إنه في كل الأحوال فإن الدول العربية يجب أن تنسق فيما بينها من أجل التعامل مع السياسة الجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تنفرد الولايات المتحدة بطرف وتتحالف مع آخر، مشيرا إلى أن الهدف من التصعيد الأمريكي ضد المملكة العربية السعودية هو الضغط على المملكة من أجل تعديل موقفها في اليمن، لافتا إلى أن مشكلة الولايات المتحدة هي التشكيك في النظام القضائي السعودي رغم الإجراءات التي اتخذتها المملكة في ملف الصحفي جمال خاشقجي، مؤكدا أنه رغم ذلك فإن المصالح هي التي سوف تحكم العلاقة بين أمريكا وأي دولة في المنطقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دائما تستخدم القيم كغطاء من أجل ضمان استمرار مصالحها.وأوضح «خلاف»، أن هناك ثلاثة اعتبارات تحكم العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، هي: موقف مصر من إسرائيل، وعدم اتخاذ قرار عسكري بخصوص سد النهضة وعدم شراء أسلحة روسية بالمعونات الأمريكية، وهذه الاعتبارات هي التي تحكم العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر بغض النظر عن ملف حقوق الإنسان، مطالبا مصر بتفويت الفرصة على الولايات المتحدة والقيام باتخاذ بعض الإجراءات في ملف حقوق الإنسان مثل الإفراج عن كبار السن.ويقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد زير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن العلاقة بين كل من مصر والسعودية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى تسير في خطين متوازيين، الخط الأول هو ملف حقوق الإنسان، في هذا الملف تدخل قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحريات العامة وحقوق الإنسان، والخط الثاني يتعلق بالعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكل من مصر والسعودية، وفي هذا الاطار أكدت الإدارة الأمريكية الجديدة على أنها ستواصل تعزيز هذه العلاقات مع البلدين سواء العلاقات الأمنية والعسكرية أو العلاقات الاقتصادية وأنها ملتزمة بالدفاع عن أمن المملكة العربية السعودية.وأوضح أن ذلك يعني أن تظل المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكل من مصر والسعودية هي التي تحكم العلاقات بينهم، من أجل أن تحافظ الولايات المتحدة على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وسوف تظل الولايات المتحدة ملتزمة بأمن المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول عمل مواءمات بين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وبين القيم التي تتحدث عنها وتسعى لنشرها، لافتا إلى أن مستقبل الأمير محمد بن سلمان ستوقف على مدى الضغوط التي تتعرض لها المملكة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تواجه معضلة في في عدم تعاملها مع الأمير محمد بن سلمان الذي يتحكم في كل أمور المملكة الآن، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة للتضحية بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة من أجل حقوق الإنسان، لكنها ستسعى إلى عمل توازن بين مصالحها وبين قيمها.
وأكد أن نشر القيم الأمريكية المتمثلة في الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان لن يكون على حساب المصالح الاستراتيجية في المنطقة، مشيرا إلى أن الضغوط على مصر من جانب الولايات المتحدة في ملف حقوق الإنسان ستكون أشد وطأة من المملكة العربية السعودية، لاسيما وأن هناك نسبة كبيرة داخل الكونجرس مؤيدة لموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من ملف الحريات والديمقراطية، ولكن رغم ذلك ستظل المصالح الإستراتيجية قائمة.