اعداد/جمال حلمي
الإعلان عن خطة تتضمن “جدولاً زمنياً ثابتاً” مرتبطاً بالتوصل إلى وقف مؤقت للقتال في غزة، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست؛ ويرفض الوزراء اليمينيون هذه الفرضية، مشيرين إلى 7 أكتوبر
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يحضر اجتماعا مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي، والسعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، خلال يوم من الاجتماعات حول الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، في عمان، الأردن،
تستعد الولايات المتحدة والعديد من شركائها العرب إلى تقديم خطة مفصلة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين يتضمن “جدولا زمنيا ثابتا” لإقامة دولة فلسطينية، وفقا لتقرير صدر يوم الخميس، وأثار استنكارات فورية من كبار أعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقل تقرير صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين وعرب قولهم إن الإعلان عن الخطة يمكن أن يصدر في الأسابيع المقبلة، على الرغم من أن التوقيت يعتمد إلى حد كبير على قدرة إسرائيل وحماس على التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة.
وتتضمن الخطة المقترحة خطوات رفضتها إسرائيل في السابق وهي :-
– إخلاء العديد من مستوطنات الضفة الغربية،
– قيام عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية،
– إنشاء جهاز أمن وحكومة مشتركة للضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وشركائها العرب يأملون في أن تتمكن الضمانات الأمنية والتطبيع مع الدول العربية مثل المملكة السعودية من إقناع إسرائيل بالموافقة على الخطة.
وقال مسؤولون للصحيفة إنهم يأملون في الإعلان عن الخطة بمجرد موافقة إسرائيل وحماس على هدنة مؤقتة تهدف إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح 134 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الجماعات المسلحة في القطاع. ووفقا للتقرير، سيتم خلال فترة الهدنة اتخاذ خطوات نحو تنفيذ الاقتراح، بما في ذلك “تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة يمكنها أيضا أن تحكم غزة”.
ورغم رفض الولايات المتحدة دعم الدعوات إلى وقف دائم لإطلاق النار ينهي القتال في غزة، مشيرة إلى حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها من خلال القضاء على حماس، تحدث مسؤولون في الأسابيع الأخيرة عن هدنة تؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الأربعاء “إننا نتطلع إلى توقف مؤقت كجزء من صفقة الرهائن، ومن ثم البناء على ذلك وتحويله إلى شيء أكثر استدامة”.
وقوبلت الأنباء عن الخطة بمعارضة شديدة من قبل الوزراء المتشددين في الحكومة الإسرائيلية الذين يعارضون إنشاء دولة فلسطينية، وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريش إنه سيطالب مجلس الوزراء الأمني رفيع المستوى بتبني بيان يرفض إنشاء دولة فلسطينية عندما يجتمع في وقت لاحق الخميس.
“لن نوافق أبدا، تحت أي ظرف من الظروف، على هذه الخطة التي تقول بشكل أساسي أن الفلسطينيين يستحقون جائزة على المذبحة الرهيبة التي نفذوها ضدنا: دولة فلسطينية وعاصمتها القدس”، كتب سموتريتش على موقع X.
وقال وزير شؤون الشتات عميحاي شيكلي، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إن على الحكومة الرد بالتهديد بإلغاء اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن الماضي وأدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية.
وكان نتنياهو قد عارض في الماضي إنشاء دولة فلسطينية، كما اعترض آخرون على تعليقات من واشنطن وغيرها حول استخدام المحادثات لإنهاء الحرب في غزة، والتي أثارها الهجوم الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، لإحياء الجهود المحتضرة للتوصل إلى حل الدولتين.
وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، قد سلط الهجوم، الذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واختطف 253 آخرين، الضوء على التحديات الأمنية التي طالما تم الاستشهاد بها على أنها سبب معارضة قيام الدولة الفلسطينية.
وقد زعم الكثيرون في المجتمع الدولي أن الهجمات أظهرت مخاطر الاستمرار في السماح للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالتفاقم.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ردا على تقرير الصحيفة، بحسب ما ذكره موقع “واينت” الإخباري، “بعد 7 أكتوبر، أصبح أوضح من أي وقت مضى أنه لا يجب منحهم دولة. طالما أننا في الحكومة، لن يتم إنشاء دولة فلسطينية”. ووصف الوزير اليميني المتطرف الاقتراح بأنه “وهمي”، واتهم واشنطن وآخرين بمحاولة “إقامة دولة إرهابية إلى جانب دولة إسرائيل”.
وجاءت أنباء الخطة في الوقت الذي كثفت فيه الولايات المتحدة وآخرون تحذيراتهم من توسيع إسرائيل هجومها البري في غزة إلى رفح، حيث لجأ حوالي نصف سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.
ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست”، تخشى الأطراف المسؤولة عن الخطة، بما في ذلك مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات وممثلون فلسطينيون، فضلا عن الولايات المتحدة، من أن يؤدي الهجوم البري الإسرائيلي في رفح بغزة إلى عرقلة إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام.
وعلى الرغم من الخطر المحتمل على السكان المدنيين، أعلن نتنياهو يوم الجمعة أنه أمر الجيش الإسرائيلي بتقديم خطة لكابينت الحرب لإجلاء السكان المدنيين في المدينة وتدمير كتائب حماس المتبقية في المنطقة.
وتعتقد إسرائيل أنها لا تستطيع إضعاف حماس بشكل فعال دون الاستيلاء على رفح، التي تقع على حدود غزة مع مصر. ويُعتقد أن بعض الرهائن الـ 134 المتبقين في غزة موجودون في المدينة؛ وأنقذت القوات الخاصة يوم الاثنين رهينتين إسرائيليتين من الأسر في شقة في رفح، وسط قصف أدى إلى مقتل العشرات، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في غزة.
يوم الأربعاء، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حماس إلى التوصل بسرعة إلى اتفاق مع إسرائيل لوقف القتال، محذرا من أن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى “نكبة” أخرى في رفح.