روايات ضباط عائدون من النكسة غيّرت فكرالسادات عن حقيقة القتال
روايات ضباط عائدون من النكسة غيّرت فكرالسادات عن حقيقة القتال
في مذكراته التي حملت عنوان “البحث عن الذات”، يروي الرئيس الراحل محمد أنور السادات مسيرته ورحلة صعوده الى قمة السلطة في مصري، كما يروي وقائع وأحداث كان طرفاً رئيسياً فيها، مع كبار الشخصيات في مصر والعالم، خلال عمله كضابط في الجيش مروراً بفصله وسجنه وعلاقته بالرئيس جمال عبد الناصر ثم انضمامه لتنظيم الضباط الأحرار حتى توليه منصب رئيس الجمهورية وقراره التاريخي بخوض حرب 6 أكتوبر،
كما يذكر مواقف كثيرة من ضمنها ذاهبه لزيارة ضباط عائدون من جبهة القتال بعد نكسة يونيو 1967 م، حيث تفاجأ حينما سمع منهم روايات غيّرت فكرته عن حقيقة القتال.يشير الرئيس السادات إلى تلك الواقعة، قائلاً: “حبست نفسي في بيتي بالهرم ثلاثة أسابيع بعد النكسة، عشتها في عزلة كاملة عن الناس أتأمل ما حدث وأتحمل على مضض حملة التشكيك في قواتنا المسلحة، كانوا يقولون أن الجندي المصري لا يصلح للقتال وأنه لن تكون هناك معركة أخرى تسترد فيها الأرض، وقد كان لا بد لي من الخروج فاتصلت فوراً بمستشفى المعادي العسكري، رد علي القائد فسألته إن كان عنده أحد ممن حاربوا في سيناء فأجاب إن عنده لواء إسمه كمال حسن علي، كان قائداً للواء دبابات حارب في سيناء ومعه بعض ضباطه وهم في المستشفى على وشك إجراء عمليات جراحية له ولهم، قلت للقائد: انتظر سأكون معكم حالاً”.يكمل الرئيس الراحل سرد التفاصيل، قائلاً: “أخذت سيارتي وتوجهت إلى مستشفى المعادي، سألت كمال حسن علي، قل لي يا كما بصراحة: انت حاربت في سيناء؟ قال لي: أيوة يا فندم وعملت هجوم مضاد يوم 7 يونيو، قلت له: طيب طمني.. سلاحنا كان ناقص؟
قال لي: أبداً! الطلقة بتاعتنا مش بس كانت بتصيب الدبابة، دي كانت من عنفها بتقلبها، قلت له: طب إحكيلي عن الهجوم، فقال –مشيراً إلى ضابطين صغيرين كانا في انتظاري معه قبل إجراء العملية لهم-: دعهم يقصون عليك ما رأوا وما حققوا.. فهم الذين فعلوا كل شيء أما أنا فكان عملي يقتصر على إصدار الأوامر”.يختتم السادات، قائلاً: “كنت قد سمعت عن الهجوم المضاد الذي قام به لواء مصري يوم 7 يونيو ولكنني بعد أن أدرت حواراً طويلاً مع ضباط اللواء وقائدهم أدركت الحقيقة، وهي أن كل ما قام به اللواء من بطولات كان يجب أن يكون القاعدة وكل ما عداه هو الاستثناء لولا تخبط القيادة، إذن في حرب 67 لم يكن ينقصنا التدريب أو التكتيك أو السلاح أو القدرة على القتال، فالمسألة كلها كانت إهمال من القيادة، هكذا وجهت كلامي إلى الضباط وقائدهم وتركتهم لأطباء المستشفى وانصرفت”.