سد النهضة مجدداً.. حمدوك يتحرك باجتماع مغلق مع مصر
سد النهضة مجدداً.. حمدوك يتحرك باجتماع مغلق مع مصر
في وقت تتزايد فيه التوترات حول السد الضخم المشيد على النيل الأزرق، التقى رئيس وزراء السودان، رئيس الاستخبارات المصرية في العاصمة السودانية الخرطوم، حسب ما أعلنت الحكومة السودانية التي لم تدلِ بتفاصيل حول الاجتماع المغلق الذي استمر ليوم واحد بين عبدالله حمدوك وعباس كامل، وقالت فقط إنه جاء في إطار عمل العلاقات الثنائية.
تلك العلاقات التي شهدت توترات في الأسابيع الأخيرة، بعدما اقترب سد إثيوبي على منبع النهر على بعد آلاف الأميال بقيمة 4.6 مليار دولار وهو الأكبر في إفريقيا، من الانتهاء وامتلأ بمياه الأمطار الموسمية الغزيرة.
وبينما تعلق إثيوبيا آمالاً بأن تصبح قوة مصدرة عظمى وتنتشل الملايين من الفقر على السد، تخشى مصر أن يقلل السد من حصتها من نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه العذبة، وتريد الحكومة السودانية الاستفادة من الكهرباء الرخيصة وتقليل الفيضان لكنها أعلنت مخاوف بشأن سلامة سدودها الأصغر.
مخاوف من نقطة حرجة
يشار إلى أن دول حوض النيل الثلاث كانت خاضت في الماضي جولات متكررة من المحادثات حول عمل السد
وتزايدت التوترات في المحادثات خلال الأسابيع الأخيرة، بينما هددت إثيوبيا بملء الخزان دون وجود اتفاق سعي إليه طويلا.
كما حذر خبراء من أن اتخاذ خطوة أحادية بملء السد ستدفع النزاع لنقطة حرجة.
هذه النقطة الحرجة وصلت الأسبوع الماضي عندما أشاد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بأول ملء لخزان السد 74 مليار متر مكعب من المياه، وأرجع ذلك للأمطار الموسمية التي فاضت على النيل الأزرق، لكنه أكد أن ذلك حدث بشكل طبيعي “دون إزعاج أو الإضرار بأي طرف آخر”.
وأثار الإعلان مخاوف وارتباكا عند المصب في السودان ومصر، وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي لإثارة الأمر في خطاب متلفز الثلاثاء أثناء افتتاح مجمع صناعي في القاهرة، أكد فيه استمرار التفاوض، وطمأن المصريين بأن بلادهم لن تشارك في اتفاق يخاطر بإمدادها الحيوي من المياةمسألة حياة مصريةفي السياق أيضاً، كرر السيسي التحذيرات بأن مصر تنظر إلى النيل باعتباره “مسألة حياة” منذ العصور القديمة. واستبعد اللجوء إلى العمل العسكري.
وجاءت تصريحات السيسي فيما تستمر محادثات بوساطة الاتحاد الإفريقي، وهي المحاولة الأخيرة للتوصل لاتفاق. وينتظر استئناف جولة أخرى الأسبوع المقبل.
بدوره، ترأس رئيس الوزراء السوداني حمدوك اجتماعا، الثلاثاء، لمناقشة الملء الإثيوبي الأحادي وأثره على السودان، وفقا لبيان من الحكومة.
انتقادات سودانية
وفي مؤتمر صحافي، الاثنين، في العاصمة السودانية الخرطوم، انتقد وزير الري ياسر عباس، ملء السد باعتباره سابقة مقلقة ومؤذية في المفاوضات، وأسفر عن عدة آثار سلبية على السودان، إلا أنه لم يسهب في شرح الآثار.
فيما قالت السلطات السودانية الأسبوع الماضي، إنها سجلت انخفاضا مقلقا في مستويات المياه في محطتها على النيل الأزرق، حيث اتهمت وزارة الري السودانية إثيوبيا بالبدء رسميا في عملية الملء بإغلاق بوابات السد- وهي الخطوة التي تمنح إثيوبيا السيطرة على تدفق المياه نحو المصب، ما يعرض مصر والسودان للخطر.
قضية حيوية
يشار إلى أن هذا السد الذي يمثل منذ فترة قضية حيوية بالنسبة لإثيوبيا، يثير خوف مصر والسودان من مسألة التأثير على كمية المياه.
كما يشكل هذا السد الضخم، وهو أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا على النيل الأزرق، الذي ينضم إلى النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل، مصدر توتر كبير مع مصر منذ 2011.ففي حين تحتاج إثيوبيا للسد لتحقيق التنمية الاقتصادية، تعتبره مصر التي تعتمد على مياه النيل بنسبة 90% لتأمين مياه الري والشرب، تهديداً حيوياً لها، كما يبدي السودان مخاوف مماثلة.