على الرغم من انقضاء ما يقارب الشهر على التصعيد الأخير الذي شهدته تخوم العاصمة الليبية، إثر محاولة فصائل الوفاق التقدم باتجاه محاور سرت والجفرة، مدعومة من أنقرة بالطائرات المسيرة والمرتزقة، يستمر الهدوء الحذر مسيطراً على غرب سرت ووسط ليبيا.
وفيما أكد المتحدث باسم قوات الوفاق انتظارهم الأوامر للتحرك نحو المدينة، جددت قيادة الجيش الليبي،التأكيد على جاهزيتها للتصدي لأي هجوم بعد إكمال استعداداتها بحريا وجويا وبريا.
وسط هذا الترقب المستمر، تتجه الأنظار نحو المساعي السياسية الأخيرة، لا سيما تلك التي تجلت إثر زيارة غير معلنة لوفد أميركي إلى بنغازي ولقائه قيادات في الجيش، فضلاً عن الاجتماع التركي الروسي المتوقع عقده في موسكو خلال الأيام القادمة من أجل نزع فتيل الحرب الوشيكة وسط ليبيا.
رسالة من الجيش
وكانت مصادر أفادت، بأن الجيش الليبي سلم واشنطن رسالة تطالب بتدخل دولي، وتؤكد رفض التفاوض مع تركيا.
كما طالبت الرسالة،برقابة دولية على المنافذ البرية والبحرية، لمنع دخول السلاح إلى فصائل الوفاق، ومنع نقل أنقرة معدات وأسلحة تركية إلى داخل البلاد.
إلى ذلك، أكدت المصادر أن الجيش متمسك برفضه الجلوس مع تركيا في أي مفاوضات مقبلة، ومطالباً بسحب المرتزقة والميليشيات من العاصمة طرابلس.
كما يرفض انخراط الميليشيات المسلحة في مؤسسات الدولة، بحسب ما تخطط له حكومة الوفاق.
أهمية سرت
يذكر أنه خلال الأسابيع الماضية، حشدت قوات الوفاق مقاتليها وآلياتها للتوجه نحو مدينة سرت، التي يتمسك بها الجيش الليبي.
في حين نفذ الجيش عمليات استطلاع بحري قبالة سواحل المدينة الاستراتيجية، التي وصفتها مصر بخطها الأحمر، ملوحة بالتدخل في حال نفذت قوات الوفاق المدعومة من أنقرة تهديداتها باقتحامها.
وكانت تركيا والوفاق أعلنتا سابقا أنهما تشترطان السيطرة على سرت وقاعدة الجفرة من أجل وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه كافة الوساطات الدولية والأممية على السواء، بغية استئناف المفاوضات بين الأطراف المتنازعة.. لكن مصر هددت مرارا بالدفع بقوات إلى ليبيا في حال سعت القوات التركية للسيطرة على سرت.
وتتمتع مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم “داعش” لفترة مؤقتة قبل تحريرها، بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.