سقوط رئيس فنزويلا يمثل تهديدًا لمنظومتها بالكامل

قال كرم سعيد، خبير العلاقات الدولية، إن المكالمة المنسوبة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بشأن إعلانه الاستعداد لمغادرة المنصب مقابل ضمانة قانونية له ولأسرته تعكس تحولًا واضحًا في السياسة الفنزويلية، كما تكشف عن حالة قلق شديد لدى السلطة الحالية تجاه فكرة المواجهة مع الولايات المتحدة.

وأضاف سعيد” أن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة الكاريبي لا تقتصر على مكافحة المخدرات كما تعلن واشنطن، بل ترتبط برغبتها في إعادة تثبيت نفوذها في نصف العالم الغربي وإظهار قوتها العسكرية للدول اللاتينية التي بدأت تتبنى سياسات متعارضة مع المصالح الأمريكية.

كولومبيا كانت داعمة لواشنطن في مواقفها تجاه إسرائيل بحرب غزة
وتابع أن عددًا من دول أمريكا اللاتينية، ومنها كولومبيا، كانت داعمة لواشنطن في مواقفها تجاه إسرائيل خلال حرب غزة، بينما اتجهت أنظمة لاتينية أخرى نحو مواقف أكثر استقلالية، مما جعل التحرك الأمريكي يستهدف أيضًا الضغط على هذه الدول والسيطرة على النفط الفنزويلي ومحاولة إحداث تغيير سياسي في البلاد، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تأتي في ظل أزمات اقتصادية خانقة تعاني منها فنزويلا، وانقسامات داخلية، ودعم غربي واضح للمعارضة، إلى جانب محدودية تأثير الدعم الروسي والصيني حتى الآن.

وأكد أن سقوط مادورو لا يعني فقط تغيير رأس السلطة، بل يمثل تهديدًا للمنظومة الأمنية الفنزويلية بالكامل، نظرًا لارتباطها المباشر بالرئيس منذ عهد هوجو تشافيز، موضحًا أن الخوف من المحاكمات المحتملة يجعل قيادات النظام أقل استعدادًا لقبول أي انتقال سياسي، مما يفسر حساسية موقف الحكومة تجاه أي ضغوط أمريكية.