أكمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد عامه الثامن عشر في السلطة، بينما تتزايد التكهنات بشأن من سيخلفه في حال وفاته أو الإطاحة به.
ورأت مصادر. أن لا أحد يعرف كيف سينتهي حكم أردوغان، وم هو المكان الذي سيتم دفنه فيه، لكن في النهاية، قد يكون ”من سيأتي بعد ذلك؟“ هو السؤال الأهم لمعرفة المسار الذي قد تتخذه تركيا بعد أردوغان.
ما بعد أردوغان
وقالت المصادر. إن ”هناك أملا، على الأقل في وزارة الخارجية الأمريكية، في أن تعود تركيا إلى الوضع السابق بعد أردوغان.. لكن هذا ساذج لأن عدد سكان تركيا زاد بنحو 20 مليون نسمة منذ وصول أردوغان إلى السلطة.“
ولفتت إلى أن العدد نفسه من الأتراك تقريبا حصلوا على كامل تعليمهم بمنهجه، وأن 13 مليونا آخرين حصلوا على الجزء الأكبر من تعليمهم بعد الابتدائي في عهد أردوغان، بينما لعبت نفس الديناميكية دورا في الجيش التركي الذي كان علمانيا في يوم من الأيام.
سلطة عائلية
وأعربت المصادر. عن رأيها بأن أردوغان يرغب في الحفاظ على القيادة ضمن عائلته، على غرار ما فعله الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس المصري الراحل حسني مبارك، مضيفة أن الأسد فقط هو من نجح، وأن ”الحديث عن جعل تركيا شركة عائلية لأردوغان قد يكون أسهل من الفعل.“
ورأت المصادر في تقريرها أن انهيار حزب العدالة والتنمية الحاكم، قد يفتح الباب أمام حزب الشعب الجمهوري، مشيرة إلى أن منصور يافاش، الذي فاز برئاسة بلدية أنقرة عام 2019، شهد ارتفاعا هائلا في شعبيته، حيث يجري إصلاحات وتحسينات منطقية.
وأوضح التقرير بأن يافاش قد لا يكون العمدة الوحيد الذي يسعى للحصول على القصر الرئاسي، إذ إن أكرم إمام أوغلو فاز بمنصب رئاسة بلدية إسطنبول، ليس مرة واحدة بل مرتين، بعد أن ألغى أردوغان الانتخابات الأولية.
وقال التقرير إن ”فوز إمام أوغلو بأرقى منطقة في تركيا -وهي المنطقة التي سيطر عليها أردوغان بنفسه- يضعه أيضا في وضع يسمح له بالفوز بالسلطة بعد وفاة أردوغان أو الإطاحة به.. وبطبيعة الحال، فإن البديل هو عودة تركيا إلى النظام البرلماني، خاصة إذا أدرك عدد كاف من الأتراك الضرر الذي أحدثه أردوغان بحكمه الدكتاتوري.“
وأشار التقرير إلى شخصية أخرى وهي ميرال أكسينر، العضو السابق في الحزب القومي الذي انشق لتشكيل حزبه، لافتا إلى أن أدائه ضعيف في الانتخابات الأخيرة، ولكن لا يزال من الممكن أن يكون عاملا في السياسة الائتلافية.
كما أن إيلهان كيسيتشي عضو حزب الشعب الجمهوري الذي يتمتع بخلفية من يمين الوسط، وعمل سابقا كمدير ميزانية، ينحدر من عائلة متدينة، وله سمعة طيبة في مجال السياسة ما يتيح له أن يكون زعيما قويا كحل وسط.
وأضافت المصادر: ”الشيء الوحيد المؤكد هو أنه عندما تنتهي ولاية أردوغان، سيكون الأمر مفاجئا أكثر من أي توقع، لأن أي ديكتاتور لا يستيقظ ولايفكر أن اليوم سيكون يومه الأخير“.
وختمت قائلة: ”في حين إنه من السهل على السفارة الأمريكية والدبلوماسيين الأوروبيين تجاهل المعارضة السياسية والتركيز فقط على أردوغان ودائرته الداخلية، فمن الضروري تطوير العلاقات الآن مع أولئك الذين يسعون إلى استبدال أردوغان.. وفي الواقع، لا شيء يمكن أن يشير إلى الأهمية التي يوليها الغرب للديمقراطية التركية أكثر من بذل جهد منسق لاحترام التعددية السياسية في البلاد.“