يسود قلق في أوساط الأمريكيين من اندلاع أعمال عنف نهاية يوم الانتخابات الرئاسية الثلاثاء المقبل، مع تأكيدات أن النتائج ستكون متقاربة بغض النظر عن الفائز، وهو ليس أمراً جديداً لكن هذه الانتخابات تجري في ظل استقطاب حاد على خلفية أزمات عديدة، على رأسها تفشي وباء كورونا، فضلاً عن الشكوك التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص الاقتراع عبر البريد، حيث إن 85 مليون أمريكي قد أدلوا بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، من بينهم نحو 55 مليوناً عبر البريد.
وستكون الأخبار المزيفة على رأس الأدوات المحرضة على العنف، حيث أظهر استطلاع أمريكي نشر مؤخراً، إن نحو ثلث الناخبين الأمريكيين في الجانبين، يصدقون الأخبار الكاذبة. ومن المرجح أن تزداد الشكوك في نزاهة العملية الانتخابية وسط الفئات المهووسة بنظريات المؤامرة، فعلى سبيل المثال، لن تعلن نتائج التصويت عبر البريد في بعض الولايات، خصوصاً الشمالية، إلا بعد أيام وربما أسابيع من التصويت المباشر، وهذا سيجعل من إعلان الفائز في نهاية يوم الانتخابات أمراً مستبعداً، لكن النتائج الأولية للفرز المباشر ستكون متاحة، وهذا يدفع بأنصار الفائز في النتائج الأولية إلى الاحتفال بالفوز قبل إعلان نتائج الأصوات عبر البريد.
بسبب هذه المخاوف، رصدت وسائل إعلام أعمال تحصين يجريها أصحاب متجر في واشنطن وولايات أخرى، خوفاً من حصول تظاهرات تتطور الى أعمال عنف في يوم الاقتراع أو بعده. في وسط واشنطن، تناوب فرق من العمال في أنحاء الشارع في محيط مباني المكاتب «داون تاون دي سي»، في مؤشر على التوتر السائد. يقول شون أنجر. وهو مدير ورشة لشركة من ماريلاند توظف حوالى ستين شخصاً، لوكالة فرانس برس، إنه عمل على تحصين ما لا يقل عن 20 مبنى في الأيام القليلة الماضية، في خدمة تكلف بضعة آلاف من الدولارات. هذه الشوارع المغلقة تعيد إلى سكان واشنطن ذكرى حزينة: فقد اتخذت إجراءات الحماية نفسها في الربيع خلال التظاهرات الكبرى المناهضة للعنصرية التي تخلل بعضها أعمال عنف
وأعلنت شرطة واشنطن إغلاق شوارع في منطقة واسعة جداً بمحيط البيت الأبيض في الثالث و الرابع من نوفمبر. وقال رئيس بلدية واشنطن مورييل بوسر خلال مؤتمر صحفي الخميس «نعلم أن بعض الاشخاص يرغبون في نشر الفوضى والارتباك»، موضحاً أنه «ليس لدينا معلومات محددة حول هذا الموضوع لكننا جاهزون لضمان أمن المدينة».