شقيقة نتنياهو قُتلت تحت الأنقاض».. رواية تشتعل على «السوشيال ميديا

داول رواد موقع «فيسبوك» مؤخرًا صورة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة زوجته سارة، وهما يرتديان ملابس الحداد ويضعان إكليلاً من الزهور على أحد القبور، وأرفق ناشر الصورة تعليقًا مثيرًا قال فيه إن اللحظة توثق تشييع جنازة شقيقته المدعوة يوتان نتنياهو، زاعمًا أنها لقت حتفها متأثرة بإصابة خلال القصف الإيراني الذي استهدف منزل عائلتها، وتضمن المنشور ادعاءً بأن نتنياهو أمر بفرض تعتيم إعلامي كامل على الخبر حفاظًا على الروح المعنوية داخل إسرائيل، بينما نُقل عنه أنه انهار باكيًا خلال الجنازة وهو يصرخ: «سامحيني يا أختي، لم أستطع حمايتك، فالحرب أكبر منا جميعًا».

علامات الشك تبدأ من ملامح نتنياهو
الصورة التي بدت في ظاهرها مؤثرة دفعت «المصري اليوم» إلى النظر فيها عن كثب، خاصة أن ملامح نتنياهو في الصورة المتداولة خلت من علامات التقدّم في السن الظاهرة عليه في الصور واللقاءات التلفزيونية الحديثة، حيث بدا في الصورة بوجه ممتلئ وملامح أكثر شبابًا، على عكس مظهره الحالي حيث تظهر التجاعيد بوضوح على رقبته وجفونه، مع تهدل ملحوظ في وجهه.

قاد هذا التناقض البصري إلى تشكيك منطقي في توقيت الصورة ومصداقية الرواية، خاصةً مع عدم ورود أنباء حول سقوط شقيقة رئيس حكومة الاحتلال قتيلةً في الضربات الإيرانية الأخيرة، فحتى إن تكتم الجانب الإسرائيلي فالجانب الإيراني ما كان ليغفل تضخيم الحدث والترويج له باعتباره نصرًا معنويًا على العدو، واعتمادًا على أدوات البحث العكسي للصور، تم تتبع أصل الصورة المتداولة، وتبيّن أنها لا تعود إلى جنازة حديثة على الإطلاق.

التُقطت الصورة في يوليو من عام 2017 خلال زيارة نتنياهو وزوجته لقبر شقيقه يوناتان نتنياهو في ذكرى مصرعه، وهو قائد وحدة «كوماندوز» الإسرائيلية الذي قُتل عام 1976 خلال عملية «عنتيبي» الشهيرة في أوغندا، ولم يُعثر على أي إشارة في السجلات الرسمية أو الإعلامية الإسرائيلية أو الدولية لوجود شقيقة تدعى «يوتان» أو أي وفاة حديثة في عائلته نتيجة القصف الإيراني.

رئيس حكومة الاحتلال يحيي ذكرى شقيقه يوناتان نتنياهو.
من هو يوناتان نتنياهو؟
كان يوناتان (يوني) نتنياهو شخصية عسكرية بارزة في إسرائيل، وُلد عام 1946 في الولايات المتحدة، وترك دراسة الفلسفة في جامعة هارفارد ليعود إلى دولة الاحتلال ويلتحق بالجيش.

قاد وحدة كوماندوز النخبة، وكان له دور محوري في عملية عنتيبي التي نُفذت في 4 يوليو 1976 لتحرير 103 رهائن من طائرة إسرائيلية مختطفة في أوغندا، ورغم نجاح العملية، سقط يوناتان قتيلاً خلال الاشتباك، وأصبح بعدها أيقونة قومية في الذاكرة العسكرية الإسرائيلية، ويحرص شقيقه بنيامين على إحياء ذكراه سنويًا، وكان آخرها عام 2024.

يوناتان نتنياهو شقيق رئيس حكومة الاحتلال.
صورة قديمة وخرافة حديثة
تكشف الحادثة كيف يمكن لصورة قديمة ذات طابع عاطفي أن تتحول في بيئة وسائل التواصل الاجتماعي إلى حقيقة مزيفة تُستخدم في التلاعب بالرأي العام، فالمنشور الذي حاز تفاعلاً واسعًا بُني على سردية غير موجودة، استندت إلى شخصية وهمية، «يوتان» التي لا وجود لها، في حين أن الصورة توثق لحظة من تاريخ عائلي قديم لا علاقة لها بالأحداث الحالية.

تسلّط الواقعة الضوء من جديد على أهمية التحقق من الصور والمعلومات المتاحة عبر الإنترنت قبل إعادة نشرها، خصوصًا في سياق صراعات معقدة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تزداد الحاجة إلى التمييز بين التضليل والحقيقة.