طالبان دانت سابقا وبشدة مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
ولم تتخذ حكومة طالبان في أفغانستان، التي تربطها علاقات جيدة نسبيا مع طهران، أي موقف حتى الآن بشأن مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على يد إسرائيل.
وكانت طالبان قد دانت بشدة مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ووصفته بـ “الزعيم الفلسطيني المسلم اليقظ والمدبر”، واعتبرت مقتله “خسارة كبيرة”.
كما شارك في مراسم تشييع ودفن هنية في الدوحة وفد رفيع المستوى من حركة طالبان برئاسة مولوي عبد الكبير النائب السياسي لرئيس الوزراء. لكن حكومة طالبان التزمت الصمت التام أمام مقتل حسن نصر الله.
طهران سعت لفتح قنوات بين طالبان وحزب الله
وكانت طهران قد سعت لفتح قنوات اتصال بين حزب الله الشيعي الموالي لـ “الجمهورية الإسلامية” في إيران، والحركة السنية التي تحكم أفغانستان تحت اسم “الإمارة الإسلامية في أفغانستان”.
ووصف مبعوث إيران إلى أفغانستان وسفيرها في كابل “حسن كاظمي قمي” في ديسمبر الماضي في مقابلة مع شبكة “أفق” الأفغانية وصف أفغانستان تحت حكم حركة طالبان ضمن “محور المقاومة، التي بإمكانها أيضا إرسال الاستشهاديين إلى غزة”، على حد قوله.
وحسب تقرير لموقع “شفقنا” (القاعدة الدولية للتعاون الإخباري الشيعي) المتعدد اللغات التابع لإيران، فقد أثار مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إثر الغارات الجوية الاسرائيلية، “ردود فعل واسعة في أفغانستان، وبينما لاذت جماعة طالبان التي تهيمن على البلاد، بالصمت، نددت أغلبية التيارات والمجموعات السياسية الأفغانية بالاغتيال”.
وتابع “شقفنا”: “وقد لاذت طالبان التي تسيطر الآن على أفغانستان بالصمت لحد الآن تجاه هذا الحادث الذي هزّ الشرق الأوسط، وكانت جماعة طالبان قد نددت في وقت سابق في بيانات بالحرب في غزة، وأعلنت دعمها لحماس والشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان الكيان الإسرائيلي”.
ونقل الموقع استنكار زعيم “حزب المؤتمر الوطني الأفغاني” عبد اللطيف بدرام” و”حزب العدالة والحرية الأفغاني” و”المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان”.
وذكّر الموقع طالبان: “فقد نددت العديد من الشخصيات الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية والمواطنين العاديين الأفغان، باغتيال السيد حسن نصر الله، وطالبوا الأمم المتحدة ودول العالم، لوضع نهاية لجرائم اسرائيل في الشرق الأوسط لا سيما قتل أهالي غزة وشعب لبنان العزل والأبرياء”.
هل هذا الموقف نابع من أسباب عقائدية مذهبية؟
وفي الوقت الذي أثار البعض الخلافات المذهبية بين طالبان وحزب الله كسبب وراء هذا الصمت، ذكرت وكالة أنباء إيران الرسمية “إرنا” يوم الأحد، أن مساعد ممثل وزارة خارجية طالبان في هيرات، رحمة الله فيضان، كتب على منصة إكس: “نحن لا نفكر في الخلافات الفقهية والاجتهادية، فمصالح المسلمين مهمة بالنسبة لنا، حيثما يوجد مسلم فهو أخ لنا”.
وشدد هذا المسؤول الحكومي في طالبان على أن “جرائم إسرائيل في لبنان لا تغتفر، ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ بسرعة تدابير مسؤولة لمنع جرائم النظام الصهيوني في لبنان وفلسطين”.
ورغم ذلك لا يوجد تصريح رسمي يمثل موقف طالبان من مقتل أمين عام حزب الله اللبناني، كما لم يتفاعل الموالون لطالبان من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع الأحداث الأخيرة في لبنان.
يذكر أن طالبان سبق أن دانت تدخل حزب الله لبنان في الحرب الداخلية بسوريا.