أطلقت منظمة الصحة العالمية، أعلى مستوى من التأهب، أمس، في محاولة لاحتواء تفشي جدري القردة، الذي أصاب حتى الآن حوالى 17 ألف شخص في 74 بلداً. وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، في مؤتمر صحافي «قررت إعلان حالة طوارئ صحية عامة، تثير قلقاً دولياً»، بمواجهة جدري القردة، موضحاً أن الخطر في العالم معتدل نسبياً، باستثناء أوروبا، حيث يعتبر مرتفعاً.
ومنذ مطلع مايو، عندما اكتشف خارج البلدان الأفريقية، حيث يستوطن، أصاب المرض أكثر من 16836 شخصاً في 74 بلداً، وفق تعداد للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، حتى أول من أمس.
قلق متواصل
بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، مايك راين «إنها دعوة إلى التحرك، لكنها ليست الأولى»، مشيراً إلى أنه يأمل في أن يؤدي هذا الأمر، إلى عمل جماعي ضد المرض. والخميس، خلال اجتماع طويل للجنة الخبراء، التي يجب أن تُوجّهه في قراره وتوصياته، أوضح غيبرييسوس، أنّه «لا يزال قلقاً» من انتشار المرض، حتّى لو انخفضت نسبة الانتشار في بعض الأماكن.
وترجِع إلى المدير العامّ لمنظّمة الصحّة العالميّة، مسؤوليّة إعلان «حال طوارئ صحّية عامّة تثير قلقاً دولياً»، وهو أعلى مستوى من التنبيه لدى منظّمة الصحّة، ويتمّ ذلك بناء على توصيات لجنة الطوارئ. وهي المرة السابعة فقط، التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية هذا المستوى من التنبيه.
في أوّل اجتماع عُقد في 23 يونيو، أوصت غالبيّة الخبراء، بألا تُعلن منظّمة الصحّة حال طوارئ صحّية عامة، تثير قلقاً دولياً.
خروج عن السيطرة
وكتب أستاذ قانون الصحّة الأمريكي، ومدير مركز منظّمة الصحّة العالميّة لقانون الصحّة، لورنس غوستن، الليلة قبل الماضية، على تويتر: «جدري القردة خرج عن السيطرة، ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحّي، لعدم إعلان حالة طوارئ صحّية عامّة دولية».
واكتُشفت الزيادة غير العاديّة في حالات الإصابة بجدري القردة، في أوائل مايو، خارج بلدان وسط وغرب أفريقيا، حيث يتوطّن الفيروس عادةً، وقد انتشر مذّاك في كلّ أنحاء العالم، وشكّلت أوروبا بؤرته.