اعداد/جمال حلمي
كلام وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال فيه إن بلده وحلفاءه “يدرسون الاعتراف بدولة فلسطينية، كجزء من عملية دبلوماسية تؤدي إلى تقدُّم، لا عودة عنه، نحو حل الدولتين”، هو تصريح دبلوماسي مهم، ونأمل أن يُدعَم بتحرك دبلوماسي.
ووفقاً لكاميرون، فإن “الخطوة الأكثر أهمية هي منح الفلسطينيين أفقاً سياسياً”، وأن بريطانيا “بدأت بالبحث في صورة الدولة الفلسطينية، ومما ستتألف، ومَن سيديرها.
وعندما يحدث ذلك، فنحن وحلفاؤنا سنبدأ بالتفكير في الاعتراف بدولة فلسطينية، بما في ذلك التصويت في مجلس الأمن. هذا الاعتراف يمكن أن يكون من الأمور التي ستساعد على جعل هذه العملية لا عودة عنها”
ويعبّر هذا الكلام عن وجهة نظر مشابهة ظهرت في تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد أسبوعين على “مذبحة” 7 أكتوبر، حين قال: ” لم يعد في إمكان إسرائيل والفلسطينيين العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 7 أكتوبر”، وأضاف أنه في نهاية الأزمة، هناك حاجة إلى السعي لحل الدولتين، “ومعنى ذلك أن الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، وزعماء آخرين من المنطقة، سيكونون مضطرين إلى التركيز على التحرك نحو السلام”.
منذ ذلك الحين، تروّج إدارة بايدن خطة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ضمن إطار تطبيع مع السعودية، وخطة لإعادة إعمار القطاع بقيادة السعودية و4 دول عربية.
لقد تحدث بايدن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وضغط عليه من أجل الموافقة على قيام دولة فلسطينية بعد الحرب.
لكن بايدن يعلم بأن هذا الأمر لن يجري في ظل زعيم فاشل من دون رؤيا ربط مصيره السياسي بالكهانيين ومؤيدي الترانسفير.
وبعكس الضجيج الصادر عن حزب المحافظين البريطاني، الذي اعتبر كلام كاميرون بمثابة منح جائزة لحركة “حماس”، فإن اعترافاً أحادي الطرف بدولة فلسطينية يدفع قدماً بحل الدولتين، هو النقيض المطلق لِما تريده “حماس”.
حركة “حماس” لا تريد تسوية إقليمية، ولا حل الدولتين، لأنها غير مستعدة للاعتراف بدولة إسرائيل. وكل خطوة يقوم بها العالم في اتجاه حل الدولتين هي جائزة للمعتدلين وعقاب للمتطرفين.