بدأت الحرب الأهلية في إثيوبيا؟، يبدو أن المتعنت آبي أحمد رئيس حكومة إثيوبيا تنتظره الكارثة الأكبر في تاريخ بلاده، فالمسؤول الذي لم يدع فرصة للمماطلة والمراوغة في أزمة سد النهضة إلا وفعلها، من تصريحات غامضة ملتفة إلى مفاوضات لا يقدم فيها مفاوضوه إلا المراوغة، يبدو أن جزاءه سيكون من جنس عمله.
الكوارث التي تتساقط على رأس آبي أحمد لا تزال تضرب بعصاها بحر عرشه، الموشك على الانهيار، وكانت أحدث هذه الحلقات وأخطرها ما نحن بصدد استعراضه.
إقليم تيجراي الإثيوبي الصداع المزمن لآبي أحمد المتعنت، أعلن الانفصال إذ من المقرر أن يجري تصويتا، في أحدث حلقة من سلسلة التوترات بين حكومة آبي أحمد وبعض زعماء الأقاليم الذين يستعرضون قوتهم قبل الانتخابات الوطنية العام المقبل.
وأرجأت الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا في وقت سابق الانتخابات العامة في البلاد جراء تفشي وباء كورونا لكن حكومة إقليم تجراي رفضت القرار وواصلت الاستعداد لإجراء الاقتراع على نحو منفرد في سابقة هي الأولى في البلاد، وأكملت تسجيل الناخبين وحددت موعد إجراء الاقتراع في الـ9 من سبتمبر الجاري.
وقالت حكومة إقليم تجراي إنها ماضية في إجراء الانتخابات مهما كلف ذلك، مشددة على أن أي قرار يتخذ من قبل المجلس الفيدرالي حول وقف الانتخابات بمثابة “إعلان للحرب”.
إن آبي أحمد ادعى في أوقات سابقة أنه سيشرف على إصلاحات ديمقراطية شاملة، وذلك منذ توليه السلطة قبل عامين في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، لكن الحكومة الاتحادية وأحزاب المعارضة الرئيسية اتفقت على تأجيل الانتخابات الوطنية والإقليمية، التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس، إلى حين السيطرة على جائحة كوفيد-19.
لكن التطور الخطير، الذي يهدد بوقوع كارثة كبرى في البلاد، بدأ بإعلان إقليم تيجراي بشمالي البلاد، الذي كان زعماؤه يهيمنون سابقا على الحكومة الاتحادية، عن إجراء الانتخابات على أية حال، حيث شدد جيتاشيو رضا، وزير الإعلام الاتحادي السابق والمتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي: “نعرف أن هناك تهديدا صريحا من جانب آبي أحمد بالتدخل العسكري في تيجراي وبقطع الأموال، لكننا سنمضي قدما في التصويت.. نعلم أنه ستكون هناك عواقب. بينما لم يبد آبي أحمد أي تراجع عن خططه، وقالت متحدثة باسم مكتبه في رسالة نصية إن التصويت في إقليم تيجراي سيواجه “ردا دستوريا”.
والتيجراي أقلية في إثيوبيا البالغ عدد سكانها 110 ملايين نسمة، لكنهم كانوا يسيطرون على السلطة منذ عام 1991، عندما أطاحت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية بدكتاتور عسكري ماركسي من السلطة، وكانت الجبهة ائتلافا يضم أربعة أحزاب على أسس عرقية، بينها جبهة تحرير شعب تيجراي.
وفي العام الماضي، اتحدت ثلاثة من الأحزاب الأربعة لإنشاء حزب الرخاء الجديد بزعامة آبي أحمد. وأبدى التيغراي رفضهم. وقال بعض منهم إنهم يشعرون بالاضطهاد إذ أن الكثير من المسؤولين السابقين الذين مثلوا للمحاكمة منذ تولي آبي السلطة من التيجراي.