امرأة جالسه على ركبتيها وهي المتهمة بالمعصية وخلفها امرأة ملثمة تدعى الجلادة نعم الجلادة !! هي واحدة من ثماني نسوة ، مهمتهن معاقبة النساء مرتكبات المعصية بجلدهن علنا أمام الجميع.
تبدو الجلادة واثقة الخطى لكنها في الواقع متوترة للغاية، فقد انضمت حديثا إلى هذه الفرقة، لكنها سرعان ما بدأت تنفيذ مهمتها الأولى جلد المتهمة التي تعاقب بعدما قبض عليها في غرفة بفندق محلي رغم أنها غير متزوجة.
وسط هذا التجمع الجماهيري .. البعض يتعاطف مع المتهمين والبعض يدعو لجلدهم بقوة أكبر وتتباين وجهات النظر ..
لكن أين يحدث كل هذا ؟؟
مع ارتفاع عدد النساء المدانات بارتكاب جرائم أخلاقية في إقليم آتشيه الإندونيسي حيث تطبق الشريعة الإسلامية.. أنشأت السلطات أول فرقة نسائية من الجلادات تعتبر الأولى من نوعها في البلاد، حيث إن إقناع النساء بالمشاركة لم يكن مهمة سهلة وقد استغرق الأمر سنوات لتشكيل الفرقة.. تم تدريبهن على التقنية المناسبة لتنفيذ هذه المهمة الصعبة .. لكن سر المهنة بنظر المختصين يكمن في تخطي العقبة النفسية المتمثلة في ضرب بنات جنسهن..
الشرطي زكوان المسؤول عن تطبيق الشريعة الإسلامية في آتشيه ”نحن ندربهن للتأكد من أنهن يتمتعن باللياقة البدنية ونعلمهن الطريقة الصحيحة للجلد .. إنه نوع من التلقين الذي نعطيه لهن حتى يكون لديهن فهم أفضل لدورهن… لا رحمة لمن ينتهك قانون الله“.
هذه العقوبة المثيرة للجدل تغضب الناشطين الحقوقيين وتثير جدلا إعلاميا وسياسيا كبيرا.. الرئيس الإندونيسي نفسه وجه دعوة للتوقف عن الجلد العلني، لكن نفوذه محدود للغاية في آتشيه، التي تعتبر منطقة محافظة جدا في جزيرة سومطرة ..
وتتمتع آتشيه بحكم ذاتي منذ العام 2005 بعد اتفاق مع الحكومة المركزية، أنهى تمردا انفصاليا استمر عقودا.
ولايزال الجلد العلني عقابا شائعا في آتشيه لمجموعة واسعة من التهم أبرزها المقامرة والزنا وشرب الكحول والمثلية، وكانت وظيفة الجلد حكرا على الرجال إلى أن أنشئت فرقة الجلادات التي يبدو أنها زرعت الرعب في قلوب النساء !!..