فنان عاش حياة مأساوية وتزوج شقيقة زوجته لمدة يومين وطلقها
فنان عاش حياة مأساوية وتزوج شقيقة زوجته لمدة يومين وطلقها
لا يري الجمهور من الفنان سوي الجانب الفني فقط، قد يكون وقت تصوير العمل الفني من أصعب الأوقات التي تمر على الفنان، ولكنه على الرغم من ذلك يظهر أمام الشاشة وكأن حياته ليس بها أي صعوبات أو عقبات، قد يكون قلبه ينفطر من الداخل باكياً، ولكنه يضحك أمام جمهوره ومحبيه، وهذا ما حدث مع الفنان عبد المنعم إبراهيم.
ولد الفنان عبدالمنعم إبراهيم في عام 1922
درس بالمعهد الفني للفنون المسرحية عام 1949، وإلتحق بفرقة المسرح الحديث ثم مسرح الدولة،وكذلك فرقة إسماعيل ياسين، وكانت بدايات الفنان عبد المنعم من خلال الظهور في البرنامج الإذاعي الشهير “ساعة لقلبك”، وأصبح من نجوم الكوميديا الكبار بعد ذلك.
عاش عبدالمنعم إبراهيم حياة مليئة بالهموم والأحزان، وتعرض للكثير من المأسي التي بدورها أثرت على حالته النفسية، ورغم كل ذلك لم يقصر في إسعاد جمهوره ورسم البسمة على وجوههم.
بدأت حياة عبد المنعم المأساوية منذ وفاة والده، حيث كان في ذلك الوقت يعرض مسرحية “عيلة الدغري”، وقام عبد المنعم بدفن والده ثم صعد للمسرح، وتكرر الأمر عندما توفى شقيقه الوحيد فذهب لدفنه ثم عاد إلى خشبة المسرح لإضحاك جمهوره بالرغم من بكاءه الداخلى لم يكن لمن حوله سوي مصدر لسعادتهم وإضحاكهم رغم ما يوجد بداخله من ألم، وأثناء تأديته لاختبارات معهد الفنون المسرحية، وتوفت والدته، وكانت عليه مسئولية كبيرة تجاه اخوته خاصةً أنه أكبرهم.وروي عبد المنعم في احدى اللقاءات الصفحية عن موقف صعب مر به، حيث قال أنه أثناء تصويره أحد الأفلام خارج مصر تلقى اتصال يقول له أن زوجته تموت وتريد أن تراه في الحال، ولكن لسوء الحظ تعطلت الطائرة لمدة 17 ساعة، وصفها بأنها من أطول الفترات التي مرت عليه في حياته.
وحين وصل إلى القاهرة أخبره الدكتور بأن زوجته مريضة بالسرطان ولن تعيش أكثر من ستة أشهر.وتحدث عن معاناته في هذه الفترة، حيث قال انه لم يذق طعماً للنوم، كان يظل جالس ينظر إلى زوجته، وتمنى أن لا يكتب الله على أحد أن يمر بهذه الفترة العصيبة من شدة قسوتها عليه، وتوفيت زوجته وتركت له أربعة أطفال كان أصغرهم لم يتجاوز السنتين من العمر.
ومن أغرب المواقف التي حدثت، زواج عبد المنعم من شقيقة زوجته، لكي تقوم برعاية أطفاله، ولكنه طلقها بعد يومين من زواجه منها، وذلك بسبب قرب الشبه بينها وبين زوجته المتوفاه، حيث كانت تذكره بزوجته المتوفاه طوال الوقت، ولم ينجب منها حسبما ذكرت إبنته سمية خلا أحد الحوارات الصحفية.
وتزوج للمرة الثالثة من عايدة تلحوم، وهي سيدة لبنانية كانت تعمل في مكتب طيران الشرق الأوسط، وتولت رعاية أبناءه الأربعة من زوجته الأولى، وأنجب منها طفلة، وتزوج عبد المنعم للمرة الرابعة من الفنانة كوثر العسال، ولكن دون أن يخبر زوجته الثالثة حفاظاً على مشاعرها، وتوفت الأخيره بعد إصابتها بسرطان الطحال.
ولم تنتهي مآسي الفنان عبد المنعم عند هذا الحد، ولكن فجعه موت إبنه طارق وهو في سن صغير، حيث كان توفي وعمره٣٧ عاماً، بسبب إصابته بمرض خبيث، وتألم بعد وفاة إبنه كثيرا.
وتحدثت سهير عبد المنعم إبراهيم إبنه الفنان الراحل عبد المنعم، خلال حلولها ضيفة فى برنامج “شارع النهار” مع الإعلامي حسام المراغي، عن آخر أيام الفنان عبد المنعم.
قالت سهير أنها كانت معه في آخر شهرين قبل وفاته لأنها لم تكن متزوجه حينها، وأصيب والدها بضعف في عضلة القلب، وحُجز في العناية المركزة مرتين بسبب ذلك، ولكنه بعد وفاه المريض المرافق له في نفس الغرفه أصر على مغادرة المستشفى على مسئوليته الخاصة.
وتابعت سهير أنه بعد فترة تحسنت حالة والدها الفنان عبد المنعم الصحية، وبدأ في مزاولة نشاطه الفني مجدداً وذلك من خلال مسرحية “خمس نجوم”، وفي نفس اليوم الذي ذهب فيه والدها لآداء بروفات المسرحية، اتصلوا بابنته يخبروها بأن والدها متعب فذهبت إليه على الفور.
وتم نقل الفنان عبد المنعم إبراهيم إلى العناية المركزة إلا أن روحه كانت قد فاضت.، حيث توفى في عام ١٩٨٧، وكانت وصيته أن يخرج جثمانه من المسرح القومي، ويتم دفنه في مسقط رأسه في قرية ميت بدر حلاوة.