في الهند.. “فاكهة السماء” تنجح في اختبار التغيّر المناخي
في الهند.. "فاكهة السماء" تنجح في اختبار التغيّر المناخي
يعيش القسم الأكبر من مزارعي الهند في حيرة أمام التغيرات المناخية، التي أخرجت أنواعاً زراعية عديدة من خريطة الموسم، وطرأت تغيرات على التربة جعلت محاصيل استراتيجية وأشجاراً مثمرة كثيرة غير متوافقة مع البيئة الجديدة للزراعة.
وقادت الصدفة مواطناً هندياً للعثور على فاكهة جديدة غير منتشرة في الهند، ونجح في الاستثمار فيها، لتكون مورد دخله الرئيسي، ففي عام 2018 كان جوجو بوناكال مدير مؤسسة صغيرة للتجارة والزراعة يحضر مناسبة، نظمتها مؤسسته في ولاية كيرالا، فقدم له أحد المشاركين في الفعالية فاكهة تدعى «جاس» بحجم بطيخ صغير، لم يرها من قبل، وبدافع الفضول استخرج قليلاً من البذور من الفاكهة، فتغير مسار حياته بالكامل.
في العام نفسه، اجتاحت فيضانات ولاية كيرلا، وأتت على منزل بوناكال، حيث كانت بذور الفاكهة الغريبة في المنزل، وبقيت تحت الماء أكثر من يومين، وفقد كل مخزونه الزراعي. حتى ذلك الحين لم يكن بوناكال على دراية بمذاقها ومزاياها الغذائية، واعتقد أن البذور قد تعرضت للتلف جراء الكارثة، لكن بعد انحسار المياه تفاجأ بأن البذور لم تتأثر بأي عامل من عوامل الطقس، فقرر زراعتها بشكل استثماري، على غير ما خطط له من قبل.
تعرف هذه الفاكهة علمياً باسم «Momordica cochinchinensis»، وموطنها الأصلي فيتنام، وتنمو في المناطق المناخية الأكثر دفئاً في جنوب شرق آسيا إلا أنها تعتبر من الفواكه النادرة في الهند، ولا يعرفها معظم السكان من مزارعين ومستهلكين، وكان تأثيرها على حيات بونكال كبيراً، بحيث أصبح لهذه الفاكهة اسم جديد هو «فاكهة السماء».
يقول جوجو: إنه على الرغم من أن عائلته كانت تعمل في الزراعة لأجيال، إلا أنه لم يكن مهتماً كثيراً بها حتى قام باكتشاف فاكهة جاس ونطاق زراعتها، فكانت حقوله تمتلئ بالمحاصيل والفواكه التقليدية في الهند، إلى أن تبين أن ثمرة جاس هو أثمن ما يمتلكه، ويدر عليه دخلاً بلغ حوالي 20 مليون روبية (نحو 245 ألف دولار) في الموسم الواحد.
تتبع بونكال أصول هذه الفاكهة، التي تنتمي لفئة الكروم المتسلقة، مثل العنب، وعلم أنها تزرع على نطاق ضيق في بلدان مثل فيتنام وكمبوديا وتايلاند وميانمار ولاوس وجنوب الصين وشمال شرق أستراليا، ونظراً لندرة تلك الثمرة فإن سعرها مرتفع جداً في الأسواق، حيث يتراوح سعر الكيلو غرام في السوق بين 11 إلى 14 دولاراً، لكنه لم يرغب في بيع الفاكهة تجارياً على الفور، حيث كان تركيزه على حفظ البذور لتوسيع الزراعة وأيضاً لبيعها.
تنمو «فاكهة السماء» في الأماكن ذات أشعة الشمس الدافئة والمناخ الجاف قليلاً، حيث يكون الري ممكناً، لكن استهلاكها للمياه يكون معتدلاً، ويمكنها تحمل مواسم الجفاف.