زُفت العروس على زوجها الذي اختاره قلبها قبل 10 أشهر، كان الجميع يتمنى لهما السعادة بعد إقامة حفل زفاف مبهجا، وسرعان ما حملت العروس جيهان سمير حمدين، بنت قرية الورق التابعة لمركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، جنينها الأول، لتعم الفرحة مرة أخرى أركان منزلها بعد شهر واحد من الزواج، لكنها سعادة لم تدم طويلا على الرغم من مرور شهور الحمل بسلام.
عقب مرور أيام قليلة من وضع جيهان حملها، فوجئت بارتفاع درجات الحرارة وتتأكد معها بأنها أصيبت بـ«حمى النفاس»، لتخضع لجراحة استئصال جزء من الأمعاء وترحل تاركة طفلتها الرضيعة وسط حزن من أهالي القرية والقرى المجاورة، لتتحول جنازتها إلى جنازة شعبية غلبت عليها دموع المشيعين وسط ذهول من الجميع.
«كانت وردة وبتحب كل اللي حواليها، بدل ما نفرح بولادتها لطفلتها، زفينها للسماء وهي في وقت النفاس، مش قادرين نصدق ولا نتخيل أن جيهان زفت إلى السماء يوم أمس تاركة طفلة وليدة، مش عارفين نفرح ولا نعيط، اختلطت أصوات البكاء والنحيب من الصغار والكبار في وداعها الأخير إلى مثواها الأبدي»، بهذه العبارات عبّر والدها الذي كان مديرا سابقا لإحدى المدارس عن حزنه، مؤكدا أن القرية جميعها تعيش في حزن لرحيل جيهان.
يروي والد جيهان تفاصيل ما حدث، «هي البنت الوحيدة لشقيقين صيدلي ومهندس، وأمها مديرة مدرسة ثانوي، وكانت كفراشة تطير ابتهاجا في المكان مبتسمة دوما عطوفة حنونة ودودة وعفيفة، وبعد ما ولدت شعرت بحمى النفاس وازدادت حالتها سوءا بعد مرور أسبوعين، فقرر الأطباء إجراء جراحة لها لاستئصال جزء من الأمعاء، لكن دخلت عمليات مخرجتش».
يؤكد والد الأم العشرينية، «بنتي ارتدت ثوب العمليات الأخضر وسلمت أمرها لله تعالى، ودخلت لإجراء العملية في أحد المستشفيات الخاصة، وسط دعوات وتوسلات الحضور بخروجها سالمة، ولكن لفظت أنفاسها الأخيرة مكناش مصدقين، راحت لربنا وسابتنا وبنتها الرضيعة».