ما أن تسمع اسمها إلا وتتذكر خفة ظلها ويتردد في ذهنك صدى صوتها وهو يردد “معانا ريال معانا ريال ده مبلغ عال ماهوش بطال”، إنها معجزة السينما المصرية فيروز، والتي حققت نجاحًا كبيرًا ونجحت في الدخول إلى قلوب الجميع، بالرغم من أن أعمالها لا تتعدى 10 أفلام، إضافة إلى اعتزالها المبكر وهي في عمر 16عامًا.
وُلدت فيروز “بيروز آرتين كالفايان”، في 15 مارس من عام 1943، في القاهرة، اكتشفها صديق والدها الفنان إلياس مؤدب، والذي لاحظ موهبتها في الرقص والغناء والتمثيل أثناء زياراته لوالدها، ليقوم يتأليف وتلحين مونولوجات لها.
شاركت فيروز ذات يوم في مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج، تلك المسابقة التي تم تقديمها أمام الملك فاروق، وحصلت فيروز على المركز الأول بها، ومنحها الملك فاروق 50 جنيهًا مكافأة لها، فالتفت إليها المنتجون، وحينها اختار لها والدها العمل مع أنور وجدي، والذي وقع عقد احتكار مع والدها بقيمة ألف جنيهًا عن الفيلم الواحد.
غير أنور وجدي اسم بيروز إلى فيروز، وجعلها تشارك معه في عدد من الأفلام التي مازالت محفورة في ذاكرتنا حتى اليوم، ومنها “ياسمين”، “دهب”، “فيروز هانم”، ولكنها انفصلت عن وجدي بعد فيلم دهب، وتولى والدها إنتاج أفلامها بعد ذلك، ولكنها سرعان ما اعتزلت بعد 9 سنوات نجاح، قدمت خلالهم 10 أفلام، وكشفت في أحد لقاءاتها أن احتكار أنور وجدي وعدم قدرة والدها على إدارة شؤونها الفنية كانا السبب في اعتزالها.وبالرغم من أن أنور وجدي كان أحد أسباب اعتزال فيروز إلا أنها اعترفت في أحد لقاءاتها أنها لم تنجح بعيدًا عنه، مؤكدة أنه كان يعرف موهبتها جيدًا ويدرك كيف يستغلها في أفلامه، حتى في أول عمل شاركت فيه معه وهو فيلم “ياسمين”، والذي لم تكن محترفة تمثيل خلاله.وروت فيروز تفاصيل أحد المشاهد قائلة إنه كان من المقرر ان تبكي في أحد مشاهد فيلم ياسمين والذي تلتقي فيه بوالدتها، ولكنها لم تستطع ذلك، فما كان من أنور وجدي سوى أن ضربها بالكف على وجهها حتى تبكي فصورت المشهد وهي تبكي بحرقة.
وما لا يعرفه الكثيرون عن فيروز أنه كان من المقرر أن تشاركها الفنانة فاتن حمامة في بطولة فيلم دهب الذي شاركت في بطولته الفنانة ماجدة، ولكنها رفضت المشاركة في الفيلم لكونه يدور حول طفلة، ولكونه باسم هذه الطفلة أيضًا، كما كان من المقرر أن يشارك الفنان محمد عبد الوهاب في إنتاج الفيلم مع أنور وجدي، ولكنه عندما رآها اعتزر، وأكد على أنور وجدي أنه سيخر أمواله.
تزوجت الفنانة المسيحية فيروز من الفنان المسلم بدر الدين جمجوم، والذي تعرفت عليه أثناء عملها بفرقة إسماعيل ياسين، وأنجبت منه أيمن وإيمان، وعاشا سويًا لمدة 30 عامًا.رحلت فيروز في يوم 30 يناير من عام 2016، عن عمر يناهز 73 عاماً، ليتم دفن جثمانها وأداء صلاة الجنازة عليها بكنيسة الأرمن الأرثوذكس في أرض الجولف، وبالرغم من كونها مسيحية إلا أنه تم إقامة عزاءها في مسجد الحامدية الشاذلية.
أثار إقامة عزاء الفنانة الراحلة في مسجد رغم كونها مسيحية الكثير من الجدل، ليخرج نقيب الممثلين حينها ويؤكد أن عائلة الفنانة الراحلة هي من اختارت مكان عزاءها، موضحًا أن أبناءها مسلمون وهذا سبب إقامة العزاء في مسجد.
كما صرح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، أنه من الجائز شرعًا تلقي عزاء غير المسلمين في مساجد المسلمين طالما أن أهل المتوفى من المسلمين، بينما لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، موضحًا أن أبناء فيروز مسلمون، وهم فقط من سيتلقون العزاء في والدتهم ولذا يجوز إقامة عزاءها في المسجد بشرط ألا يتم قراءة القرآن أو الذكر.