التحركات المصرية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط جعلتها تخطف أنظار الجميع، حتى الدول التي كان بينها وبين مصر فتور في العلاقات السياسية منذ سنوات بدأت الآن تتودد إلى مصر من أجل عودة العلاقات مرة آخرى، وأصبحت قطر تُثني على دور مصر القيادي داخل الشرق الأوسط على لسان سفرائها ووزير خارجيتها، والمثير في الأمر أن الذي أنهي هذه القطيعة هو الإعتراف الرسمي من قطر بشرعية النظام المصري كما فعلت من قبلها تركيا.
هذا السياق ووفقًا لموقع ” تاكتيليار ريبورت” فإن قطر تسعى إلى تمويل المشاريع الصناعية المصرية في المجال العسكري، من خلال شركة ” برزان” القطرية القابضة مع قطاع الصناعات العسكرية المصرية، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره القطري الشيخ ” محمد بن عبدالرحمن آل ثاني” ، بالإضافة إلى رغبة الحكومةالقطرية في الإستفادة من خبرة مصر في المجالات العسكريةوالإلكترونية والدفاع الجوي، وتأتي هذه الخطوة في سياق رؤية قطر للأهمية الكبيرة التي توليها القيادة المصرية خلال السنوات الماضية لتسليح الترسانة الحربية للجيش المصري بأحدث المعدات الثقيلة.
قطر تترقب زيارة الرئيس السيسي إليها:
ووفقًا لمصادر الموقع فإن الأمير تميم يسعى بكل قوة من أجل عودة العلاقات مرة أخرى مع القيادة المصرية في كافة المجالات السياسية والإقتصادية، وأن الدوحة تترقب زيارة قريبة للرئيس السيسي إليها بعد الدعوة التي تم توجيهها إليه، كما أشارت وزارة الدفاع القطرية إلى أن قطر في طريقها إلى تطوير قواتها البحرية من خلال إطلاق مشروعات عسكرية داخل إيطاليا من أجل رفع كفاءة القوات البحرية الخاصة بها، وتم إفتتاح التدريبات اليوم بسفينة ” دامسة” وهى الثانية من نوع ” كروفت” تم تصنيعها خصيصًا للقوات القطرية من ضمن ٤ متفق عليهم سيتم تصنيعهم داخل المصانع الإيطالية.وطبقًا لتصريحات سفير قطر في روسيا الشيخ ” أحمد بن ناصر آل ثاني” فإن مصر وقطر كانت تجمعهما علاقات مميزة وأخوة من نوع خاص، وإذا كان هناك بعض الخلاف السياسي بين البلدين يمكن تجاوزه، وعلى الجانب الآخر أكد السفير القطري على أن الدوحة تترقب صفقة صواريخ من نوع ” إس٤٠٠” الروسية ولكن لم يتم إتمام بنود الإتفاق حتى الآن، كما أن الدولتين بينهما تعاون مثمر في المجال العسكري والسياسي، حيث وقعت البلدان إتفاقية للتعاون المشترك عام ٢٠١٨ والتي بدورها ستنعكس على مصر في حال حدوث تعاون بين مصر وقطر.
تحليلات للمشهد الحالي:
وفي نظر بعض المحللين للشأن السياسي فإن قطر وتركيا تتسارعان الأن للشراكة مع مصر بهدف المصالح السياسية والاقتصادية التي يمكن أن يحصلوا عليها من هذه الشراكة، حيث أن قطر كانت مُحاصرة إقتصاديًا من قِبل إيران التي لها شراكة قوية مع مصر.
ورأت صحيفة ” هارتز” الإسرائيلية أن الحرب الأخيرة على غزة ساعدت في عودة العلاقات بين مصر وقطر، حيث أن قطر تُريد أن تدق لها وتدًا داخل غزة تحت عباءة مصر، الأمر الذي جعل قطر تتبرع بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار للإعمار بغزة.
على الجانب الأخر فإن قطر كانت تتلهف لعودة العلاقات المصرية بدليل أنها لم تمس العمالة المصرية على أراضيها حتى هذا اليوم والتي تقدر بحوالي ٣٠٠ ألف مصري هناك.
وتستعد مصر الآن لحدث عسكري ضخم تحت أسم ” معرض الصناعات العسكرية المصرية” سيتم تدشينه في شهر ديسمبر القادم، والذي يرى الخبراء أنه سيكون نقطة فارقة في تاريخ مصر العسكري، وسيضم جميع الصناعات العسكرية التي قامت مصر بتصنيعها، وسيُتيح للعالم التعرف على عظمة منظومة الدفاع المصرية، جدير بالذكر أنه تم تدشين المعرض لأول مرة عام ٢٠١٨ وشاركت روسيا حينها بعرض أحدث مجموعة من أسلحتها الثقيلة داخل المعرض بمصر، مما يوحي بأهمية هذا الحدث وضخامته من الناحية العسكرية وعلى مستوى العلاقات بين الدول.
وفي هذا الإطار ومن أجل تعزيز الترسانة المصرية بأحدث التقنيات استقبل المهندس ” محمد صلاح” نائب رئيس هيئة الإنتاج الحربي اليوم سكرتير وزارة الدفاع البرازيلية ” ماركوس ديجيوت” من أجل تعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجال الصناعات الحربية والاستفادة المتبادلة لخبرات البلدين في هذا المجال.