بعيدًا عن أزمة سد النهضة وكوارث الفيضانات المدمرة، تشهد منطقة شمال إثيوبيا، والتي تضم أكبر الأقاليم الإثيوبية «تيجراي»، مفاجأة مُدوية توقعها المجرم القاتل «آبي أحمد» وحكومته، لم يستطع التصدي لها رغم محاولاته الفاشلة في الوقوف أمام حلم ملايين المواطنين، بالتصويت لانفصال أكبر الولايات عن المجلس الإقليمي وتكون دولة مستقلة داخل الدولة الإثيوبية.
يضيف البلاء على رؤوس حكومة أديس أبابا، توافد ملايين المواطنين أبناء إقليم تجيراي على صناديق الاقتراع وسط حالة من التوتر لدى الحكومة الإثيوبية، بعد شهور من القتل والقمع والعنف من قبل الجيش والشرطة الفيدرالية الإثيوبية.وفي أقصى شمال إثيوبيا، أصدر زعماء ولاية تجيراي، تحذيراً صريحاً لرئيس الوزراء آبي أحمد، بعدم التعرض لهذا العُرس الديمقراطي تجنبًا لعدم وقوع صراع مسلح، وأن أي قرار يتخذه مجلس الاتحادالإقليمي لوقف أو مقاطعة انتخابات تيجراي سيكون بمثابة إعلان حرب.
يشكل قرار انتخابات ولاية تيغراي الأحادي، جزء من الانتخابات العامة التي تم تأجيلها على المستوى الوطني بسبب Covid-19 – تحديًا كبيرًا لأجندة أبي القاتل الإثيوبي، كما يُلقبه أبناء شعبه.
فمنذ وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018 ، سعى لدفع إصلاحات اقتصادية ليبرالية مع التأكيد على الهوية الوطنية لإثيوبيا بطريقة تهدد الاستقلال الذاتي للدول القائمة على العرق في النظام الفيدرالي للبلاد.
وتسبب ذلك في تصاعد التوترات العرقية التي تم قمعها سابقًا بعد عقود من الحكم الاستبدادي، وأدت معارضة بعض الإصلاحات إلى أشهر من العنف المميت في أجزاء من البلاد، وكن قرار إدارة تيغراي بالمضي قدما في التصويت ضد رغبات الحكومة المركزية.
ومن جانبه، قال ويليام دافيسون، محلل سياسي، إن ولاية تيغراي فقدت الكثير من نفوذها بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة، وهو من منطقة أوروميا الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وتعتبر الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، هي القوة المهيمنة في السياسة الوطنية منذ أن أطاح جيش المتمردين التيغرايين بنظام الدرج الماركسي في عام 1991.وزعم جيتاشيو رضا، عضو اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري، إنه ليس من المنطقي تأجيل الانتخابات، لأنه من المفترض إجراء الانتخابات، ونحن نأخذ ذلك على محمل الجد، ولدينا أيضًا كل الأسباب للاعتقاد بأن الناس في أديس أبابا، الذين يستخدمون فيروس كورونا ذريعة لتأجيل الانتخابات، ليسوا مهتمين بالمضي قدمًا في الإصلاحات ولكن في تمديد عقدهم للسلطة إلى أجل غير مسمى.
ومن ناحية أخرى، ادعت بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء، أن الحكومة ملتزمة تماما بالعملية الديمقراطية، إلا إنه غير مققول اقتراح إجراء انتخابات في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد، والتي تجاوزت حتى الآن 57 ألف حالة، ورغم ذلك فأن آبي أحمد ملتزم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في عام 2021، وزعمت أن أديس أبابا لا تفكر في استخدام القوة ضد تيغراي.
وزعم أركيبي أوكباي، المستشار الخاص لرئيس الوزراء، إن الحكومة واصلت متابعة الإصلاحات الاقتصادية ، بما في ذلك الخصخصة الجزئية لأكبر احتكار للاتصالات في العالم.
وكان مجلس الاتحاد الإقليمي، أكد في جلسة سابقة له منذ أيام، أن عملية التصويت الانتخابي في إقليم تيغراي تتعارض مع الدستور الفيدرالي وغير ملزم وغير قابل للتطبيق، ووافق على ثلاثة قرارات نهائية فيما يتعلق بالانتخابات الإقليمية لتيجراي:
أولًا: أن إعلان انتخابات حكومة إقليم تيغراي الوطنية يتعارض مع فن الدستور
ثانيًا: لجنة الانتخابات التابعة لحكومة إقليم تيغراي الوطنية، تنتهك وتتعارض مع قانون مجلس الاتحاد الإقليمي.
ثالثًا: قرارات حكومة إقليم تيجراي الوطنية المتعلقة بالانتخابات ستعتبر باطلة وغير ملزمة