كنوز توت عنخ آمون قطع نادرة.. ومركبا الملك خوفو أندر الآثار العضوية

مدير الترميم بالمتحف المصري الكبير: كنوز توت عنخ آمون قطع نادرة.. ومركبا الملك خوفو أندر الآثار العضوية

د. عيسى زيدان: تصميم المتحف ركز على دمج الهوية المصرية القديمة مع الحداثة لأنه جسَّد روح الأهرامات من خلال واجهات مثلثية
قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام ترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن كنوز الملك «توت عنخ آمون» قطع نادرة وهى بطل سيناريو العرض المتحفى، وعملية نقل الآثار تتم وفقاً لآليات عالية الدقة للحفاظ على المعروضات، مشيراً إلى أن تصميم المتحف المصرى الكبير ركز على دمج الهوية المصرية القديمة مع الحداثة حيث يجسد روح الأهرامات من خلال واجهات مثلثية وطريقة العرض توفر تجربة تعليمية وثقافية تفاعلية للزوار باستخدام التقنيات الرقمية والواقع المعزز.. وإلى نص الحوار:

قاعتا الملك توت أفضل قاعات عرض الآثار فى العالم بهما شاشات عرض ومالتيميديا وجرافيك ومحاكاة لمقبرته بوادى الملوك
■ ما الآليات التى تم استخدامها لنقل القطع الأثرية من المتاحف والمواقع الأثرية إلى المتحف الكبير؟

– هناك قواعد وأسس متبعة فى عملية نقل الآثار تبدأ قبل تسلم القطعة حيث يتم إجراء تقرير بحالة القطعة يكشف حالتها ومظاهر التلف والوقت المستغرق لترميمها وعدد المرممين والآثاريين الذين سيعملون عليها، ثم يتم عمل توثيق علمى للقطعة باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كالتصوير الفوتوغرافى والفيديو والتصوير ثلاثى الأبعاد، مع تحديد مدى احتياج الأثر لإجراء عملية ترميم قبل نقله، ثم تبدأ مرحلة التغليف باستخدام مواد خالية من الحموضة حتى لا تتفاعل مع الآثار، وبعدها نقل القطع فى صناديق بسيارات مجهزة بها وحدات مضادة للاهتزازات لامتصاص صدمات الطريق، مع وضع أجهزة لقياس الحرارة والرطوبة داخل الصناديق وأجهزة ماصة للرطوبة، حتى الوصول إلى مركز الترميم الدولى للترميم والبدء فى عملية ترميم وصيانة الأثر تجهيزاً لعرضه.

■ ما أول القطع الأثرية التى تم نقلها إلى المتحف؟

– تمثال الملك رمسيس الثانى أول قطعة أثرية تم نقلها إلى المتحف الكبير عام 2006 حيث تم نقله من ميدان رمسيس ليوضع أمام الواجهة الرسمية للمتحف إلى أن تم نقله إلى بهو المتحف فى 25 يناير 2018.

■ وما أقدم قطعة أثرية موجودة بالمتحف وأهم المعلومات عنها؟

– «الفأس الحجرية» أقدم قطعة أثرية معروضة فى المتحف ويعود تاريخ إنشائها إلى 700 ألف سنة، حيث تم اكتشاف هذه القطعة الأثرية النادرة فى منطقة العباسية وتم تأريخها من خلال الرواسب النيلية، وكانت تستخدم كأداة رئيسية فى الحياة اليومية آنذاك لصيد الحيوانات والأسماك وقطع الحشائش.

■ ما أكثر القطع الأثرية المعروضة بالمتحف التى استغرق ترميمها وقتاً طويلاً؟

– المقاصير الـ4 للملك توت عنخ آمون التى ستعرض فى قاعتى الملك توت فى المتحف كانت أكثر القطع الأثرية التى استغرق ترميمها ونقلها وتثبيتها وقتاً طويلاً امتد لنحو 3 سنوات، فعند نقل هذه المقاصير المصنوعة من الخشب المذهب من المتحف المصرى بالتحرير للمتحف الكبير كانت حالتها متدهورة بل إن العديد من المعاهد العلمية والبعثات الأجنبية نصحت بعدم نقلها نظراً لوجود شروخ وتطبيل وأماكن متساقطة بها، إلا إننا نجحنا فى ترميمها بعد أن أثبتت الدراسات العملية التى قمنا بإجرائها أن المقاصير عبارة عن أجزاء تم تجميعها وليست كتلة واحدة، ما ساعد على تفكيكها وترميمها ثم إعادة تجميعها.

■ وماذا عن مركبى الملك خوفو؟

– مركبا الملك خوفو هما أندر وأطول وأقدم أثر فى العالم، حيث يبلغ طولهما 42.3 متر، وكانت عملية نقل المركب الأول من منطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف هى أعقد عملية نقل فى التاريخ، حيث تم نقل المركب كقطعة واحدة فى قفص فولاذى وسيكون هذا المركب جاهزاً للزيارة بعد أن تم الانتهاء من عملية ترميمه، أما المركب الثانى فسيتاح للزوار مشاهدته خلال عملية الترميم التى تجرى له حالياً وتستمر 3 سنوات.

■ وماذا عن قاعتى الملك توت عنخ آمون؟

– قاعتا الملك توت عنخ آمون هما من أفضل قاعات عرض الآثار فى العالم، حيث توجد بهما كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة من شاشات عرض ومالتيميديا وجرافيك، وتوجد بها محاكاة لمقبرة الملك توت الموجودة بوادى الملوك بالأقصر، فقاعتا الملك توت تضمان أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية تعرض مجمعة للمرة الأولى تحكى كافة تفاصيل حياة الملك، وكنوز الملك توت عنخ آمون هى بطل سيناريو العرض المتحفى بما تضمه من قطع نادرة.

■ وماذا عن تصميم المتحف المصرى الكبير؟

تصميم المتحف ركز على دمج الهوية المصرية القديمة مع الحداثة، حيث يجسد التصميم المعمارى الحديث روح الأهرامات من خلال واجهات مثلثية وخطوط هندسية مستوحاة من الأهرامات الثلاثة، بينما يهدف تصميم عرض القطع الأثرية إلى توفير تجربة تعليمية وثقافية تفاعلية للزوار من خلال استخدام التقنيات الرقمية والواقع المعزز، مع مراعاة بيئة مثالية لحفظ القطع الأثرية وتوفير مسارات مريحةللزوار.
القطع الأثرية المعروضة
القطع الأثرية المعروضة بالمتحف تعود إلى عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر اليونانى والرومانى والعصر المتأخر، وراعى سيناريو العرض المتحفى هذا التسلسل حيث تم تخصيص قاعات لعصر ما قبل التاريخ وبداية التاريخ وعصر بداية الأسرات ثم عصر الدولة القديمة فى الفترة من 700 ألف سنة وحتى 2034 قبل الميلاد، ثم القطع الأثرية المنتمية للدولة الوسطى من عام 2034 إلى عام 1550 قبل الميلاد، ثم عصر الدولة الحديثة من عام 1550 إلى عام 1069 ثم العصر اليونانى الرومانى والعصر المتأخر من عام 1069 وحتى عام 394 ميلادياً.